كيف يمكن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في إنشاء محتوى طبي؟

تغلغل الذكاء الاصطناعي في كل جوانب الحياة تقريبًا، وبات مشمولًا ضمن التسويق والبرمجة وإنشاء المحتوى، وعند الحديث عن استخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى الطبي، فهناك مخاوف من أن يُعاقِب جوجل على ذلك المحتوى، فضلًا عن مدى تمكُّن الذكاء الاصطناعي في إنشاء محتوى طبي دقيق عالي الجودة، فهل هذا ممكن فعلًا؟ وكيف يمكن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في ذلك الجانب؟

ما هو الذكاء الاصطناعي؟

يُطلَق مصطلح “الذكاء الاصطناعي” على التكنولوجيا التي تُمكِّن أجهزة الكمبيوتر والآلات من التصرف بطريقة ذكية أو قريبة من البشر، إذ يُستخدَم الذكاء الاصطناعي في أداء العديد من المهام التي تصل إلى اتخاذ القرارات وحل المشكلات المعقدة.

وينقسم الذكاء الاصطناعي إلى فئتَين رئيستين:

• التعلُّم الآلي (Machine Learning): يتضمّن تدريب أجهزة الكمبيوتر على التعلُّم من البيانات باستخدام الخوارزميات والنماذج الإحصائية.
• التعلُّم العميق (Deep Learning): يتضمّن تعليم أجهزة الكمبيوتر كيفية التعرُّف على الأنماط من خلال الشبكات العصبية.

وقد يكون الذكاء الاصطناعي مفيدًا في إنشاء محتوى تسويقي طبي، إذ يُنتِج معلومات أدق وأحدث بسرعة فائقة، كما يُساعِدك في استهداف جمهورك بصورةٍ أفضل، بمحتوى مُخصّص لهم، ومع ذلك فإنّ المحتوى الطبي الذي يُقدِّمه الذكاء الاصطناعي قد يكون بحاجةٍ إلى تدقيق للتأكُّد من أنَّ معلوماته صحيحة وموثوقة.

فوائد الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى الطبي

تمتلك برامج الذكاء الاصطناعي القدرة على الوصول إلى المعلومات الطبية أو معلومات الرعاية الصحية في كل الإنترنت، لذلك فهي تُوفِّر المعلومات بسرعة ودقة كبيرة، وهذا يُساعِد في إنشاء محتوى طبي مُخصَّص لجمهورك، خاصةً مع مساعدة خوارزمية الذكاء الاصطناعي في بحث الكلمات الرئيسية (keywored research)، ما يُساعِد في تصدُّر نتائج محرك البحث عبر المحتوى.

كذلك يُساعِد استخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى الطبي في تقليل التكاليف وتوفير الوقت المُرتبط بالبحث الطبي والكتابة، كما يُقلِّل الحاجة إلى توظيف كُتَّاب لإنشاء المحتوى.

عيوب الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى الطبي

نعم، قد يُقلِّل الذكاء الاصطناعي كلفة إنشاء المحتوى الطبي، ويُوفِّر مزيدًا من الوقت، لكن ذلك له ثمن قد يكون باهظًا على الحقيقة، فمن عيوب الذكاء الاصطناعي أنّه لا يستطيع فهم الموضوعات الطبية المُعقَّدة، كما قد لا تتمكَّن خوارزميات الذكاء الاصطناعي من فهم بعض الفوارق الدقيقة والتعقيدات المُتعلِّقة ببعض الموضوعات الطبية، ما يُصعِّب إنشاء محتوى دقيق وموثوق بنسبة 100%، فقد يُرشِّح لك الذكاء الاصطناعي معلومات قديمة أو غير صحيحة.

كذلك يفتقر المحتوى المُنشأ بواسطة الذكاء الاصطناعي إلى العنصر البشري، فالمحتوى الذي يكتبه الإنسان للقارئ يخلق علاقة عاطفية معه ويلمس مشاعره، وهو أمر غير ممكن ولا مُتحقّق مع المحتوى المكتوب من قِبل الذكاء الاصطناعي، كما أنّ خوارزميات الذكاء الاصطناعي لا تستطيع فهم الخلفيات الثقافية أو المحلية، والتي قد تكون ضرورية في إنشاء بعض الموضوعات الطبية، كي يكون المحتوى متوافقًا مع ثقافة الجمهور الذي تود مخاطبته.

ما هو شات جي بي تي (ChatGPT)؟

شات جي بي تي أحد أشهر أدوات الذكاء الاصطناعي، وهو أداة معالجة لغة طبيعية، تسمح للمستخدمين بتقليد المحادثات البشرية باستخدام روبوت دردشة للذكاء الاصطناعي (شات جي بي تي).

ويُمكِن لشات جي بي تي التعرُّف إلى كميات كبيرة من المحتوى وتلخيصها وترجمتها، بناءً على ما تعلّمه من الكميات الهائلة من البيانات العامة التي يستطيع الوصول إليها بسهولة، ولتقريب الصورة حول آلية عمل شات جي بي تي، نضرب مثلًا بطفل أُعطي موسوعة لمعلومات العالم، وبمجرد قراءته، يمكن تدريب هذا الطفل على الإجابة على الأسئلة البسيطة.

ولأن شات جي بي تي يفهم المعلومات بصورةٍ أفضل، يمكنه الإجابة على الأسئلة الأعقد بذكاء، وبمرور الوقت، يُوصِل شات جي بي تي التعلُّم من نوع الأسئلة التي تُطرَح عليه.

وشات جي بي تي يمتلك موسوعته من البيانات حتى عام 2021، ويعتمد عمله على فهم لغة البشر، فهو يفهم أسئلة الناس ويُجِيب عليها، فهو يتعلّم في أثناء عمله ويُخزِّن المعرفة للاستخدام لاحقًا.

ما الفرق بين شات جي بي تي وأدوات الذكاء الاصطناعي الأخرى المُنشِئة للمحتوى؟

يتميّز شات جي بي وتي ويتقدّم على غيره من أدوات الذكاء الاصطناعي في نقاطٍ عديدة، أبرزها:

• استخدام مجموعة بيانات عملاقة: شات جي بي تي مُدرّب على كمية هائلة من البيانات بخلاف روبوتات الدردشة الأخرى التي تعتمد على بيانات أقل بكثير، ومِنْ ثَمّ فهو أكثر فعالية على صعيد إنشاء المحتوى.

• يعتمد على المحادثة ويمكنه التجاوب معك: يتذكّر شات جي بي تي موضوعات حوارك معه، ويعتمد على الحوار في تجهيز الردود الجديدة، فليس كل سؤالٍ تسأله يراه سؤالًا جديدًا بإجابة مختلفة، بل السؤال ضمن سياق ما تُحدِّثه عنه، ما يجعله جديرًا بمُسمّى الذكاء الاصطناعي.

• يعترف بالأخطاء: يعترف شات جي بي تي بإجاباته الخاطئة عندما تتحدّاه أو تُخبِره بخطأ إجابته، لكن ذلك يتطلّب ملاحظة منك، فقد لا يستطيع شات جي بي تي من معرفة خطئه تلقائيًا.

هل يُعاقِب جوجل المحتوى المُنشأ بواسطة الذكاء الاصطناعي؟

الهدف الأول من إنشاء محتوى طبي هو التصدُّر في نتائج محرك البحث، لذلك فإذا كان الذكاء الاصطناعي مفيدًا في إنشاء المحتوى، فهل المحتوى الذي يُنشِئه سيُؤدِّي إلى ذلك التصدُّر أم قد يرصد جوجل ذلك المحتوى ويُعاقِب موقعك الإلكتروني؟

كانت إرشادات جوجل ثابتة لسنوات فيما يتعلق بالمحتوى المُنشأ تلقائيًا (مثل محتوى الذكاء الاصطناعي): “إنّ استخدام الأتمتة – بما في ذلك الذكاء الاصطناعي – لإنشاء محتوى لغرض أساسي هو التلاعب بالترتيب في نتائج البحث هو انتهاك للسياسات المتعلقة بالبريد العشوائي (spam)”.

ومع ذلك فإنَّ جوجل تهدف إلى “مكافأة المحتوى الأصلي عالي الجودة الذي يعكس الخبرة والتجربة والموثوقية والجدارة بالثقة E-E-A-T”.

لذلك فإذا أنشأت محتوى بالذكاء الاصطناعي؛ أصليًا عالي الجودة يُوضِّح تلك الصفات الخبرة والتجربة والموثوقية، فمن المُرجّح أن تُكافِئ خوازرميات بحث جوجل ذلك المحتوى بترتيب أعلى “تذكّر أنّ شات جي بي تي لا يمتلك الخبرة الطبية وإنّما هو روبوت دردشة ذكاء اصطناعي”.

وفي التحديثات الأخيرة لجوجل، ركّزت على جودة المُحتوى المُقدَّم بغض النظر عن كيفية إنتاج المحتوى، فالمحتوى المُفيد يُساعِد في تقديم نتائج عالية الجودة للمستخدمين لسنوات عديدة، لذلك هل من الممكن استخدام شات جي بي تي لإنشاء محتوى طبي عالي الجودة تُكافِئه جوجل؟

عيوب شات جي بي تي في إنشاء المحتوى الطبي

رغم مزايا شات جي بي تي وتفوقه على معظم الأدوات الأخرى المُنشئة للمحتوى، فإنّ هناك بعض المخاف والعيوب بشأ استخدامه في إنشاء المحتوى الطبي، مثل:

1. الإجابات الخاطئة أو غير الكاملة

المُحرِّر المحترف يُراجِع ويُدقِّق المعلومات دائمًا قبل نشر المحتوى، لكن شات جي بي تي قد يُخطِئ أو تكون معلوماته غير كاملة في بعض المواضيع الطبية، فمثلًا قد يخلط شات جي بي تي بين دوالي الساقين (varicose veins) والأوردة العنكبوتية (spider veins)، رغم أنّ كلًا منهما مختلف عن الآخر.

2. الافتقار للحسّ البشري

دُرِّب شات جي بي تي على أن يكون محايدًا ومهذبًا، فهو لا يكتب محتوى بلمسة بشرية أو بأي حس عاطفي إيجابيًا كان أو سلبيًا، والتعبير عن المشاعر والتعاطف يبرز بوضوح بين ثنايا الكلمات، وهذا لا يحدث مع المحتوى الذي يُنشِئه شات جي بي تي، فالطابع الإنسان لعلامتك التجارية ضروري خاصةً مع التعامل مع المرضى ومحاولة إنشاء محتوى طبي مُخصَّص لهم.

3. لا يفهم الجمهور المُستهدَف

المحتوى الطبي المُنشأ بواسطة الذكاء الاصطناعي لا يفهم ما يهم الجمهور المُستهدف والأمور المتداولة بينهم، ومِنْ ثَمّ فقد يُنشِئ محتوى صحيحًا قيّمًا، لكنّه لا يُخاطِب الجمهور المُستهدف بلغة مناسبة له.

4. المعلومات محدودة حتى عام 2021

لأن شات جي بي تي يعتمد على البيانات من عام 2021 وما قبله، فقد يفهمها بصورةٍ خاطئة أو قد لا تكون معلوماته مُحدَّثة كما ينبغي، لذلك من الضروري لفريق المحتوى (البشري) التحقُّق من جميع ردود الذكاء الاصطناعي حال استخدامه في إنشاء المحتوى، وذلك قبل أن تصل المعلومات إلى المرضى.

5. الافتقار إلى الخبرة

لطالما كان لجوجل إرشادات صارمة للمحتوى الطبي، ففي الآونة الأخيرة، حدّثت جوجل المبادئ التوجيهية لتشمل اعتبارًا جديدًا للجودة والخبرة في إنشاء المحتوى الطبي، وهذا ليس متوفّرًا في شات جي بي تي. نعم، قد تكون المعلومات ذات جودة عالية، لكن من أين له الخبرة الطبية التي يمتلكها طبيب مختص أو صيدلي كتب ذلك المحتوى، فضلًا عن مراجعته من قِبل طبيب آخر؟

6. الافتقار إلى الوضوح والخصوصية

كي تستفيد من شات جي بي تي عمومًا، وفي إنشاء المحتوى الطبي خصوصًا، يجب أن تكون واضحًا ومحددًا للغاية في المعلومات أو الطلبات التي تُقدِّمها والتي قد تستغرق منك وقتًا طويلًا، لكن ذلك ضروري.

بخلاف ذلك فأنت تُخاطِر بالحصول على إجابات خاطئة أو غير مناسبة لما ترغب في الحصول عليه منه، وبالحديث عن المحتوى الطبي، فالدقة ضرورية للغاية.

كيف تستفيد من الذكاء الاصطناعي – رغم عيوبه – في إنشاء محتوى طبي؟

إذا كُنت تُفكِّر في استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى طبي رغم العيوب المُتعلِّقة باستخدامه في هذا النوع الحسّاس من المحتوى، فهناك أمور لا بُدّ من وضعها في الحُسبان أولًا:

1. أن يكون المحتوى دقيق طبيًا

يجب التحقُّق من دقة المعلومات المُقدَّمة للمرضى، فعندما تبحث عن المعلومات بنفسك، تعرف من أين أتت المعلومات خلال البحث، وتتحقّق من دقتها، كما يُمكِن أن يقوم بذلك طبيب أو مُختص في المحتوى الطبي عمومًا، وهنا لا يتمكّن الذكاء الاصطناعي من تدقيق المعلومة التي يُقدِّمها إليك.

وذلك ضروري خاصةً مع التجدُّد المستمر في المحتوى الطبي وأنّ معلومات الذكاء الاصطناعي قد لا تكون مُحدّثة تمامًا، لذلك يجب أن تتأكّد من دقة المحتوى طبيًا، خاصةً لو اعتمدت على الذكاء الاصطناعي في إنشائه.

2. أن يُقدِّم المحتوى قيمة للقُرّاء

باستخدام بحث جوجل، تظهر كثير من المعلومات حول كل موضوع، ومع ذلك فإنّ كل هذه المواضيع قد لا تستحق وقت القُرّاء لقراءته، وهذا واضح جدًا في المحتوى الطبي، فمن الصعب فهم المحتوى الطبي وتعقيدات المعلومات من قِبل القُراء البُسطاء، كما قد لا يُقدِّم قيمة حقيقية للقارئ، إمّا من ناحية المعلومة أو من ناحية صعوبة فهمه.

ولذلك يجب أن تتأكّد من المحتوى مناسب ومفيد للجمهور لو استخدمت الذكاء الاصطناعي لإنشائه، والتأكُّد من أنّك قدّمت لقُرائك معلومات قيّمة، قد لا تكون موجودة عند غيرك.

3. أن يكون المحتوى فريدًا

عند استخدام الذكاء الاصطناعي، من المُرجّح أن يُنتِج محتوى مشابه جدًا للمحتوى الموجود على الإنترنت، وألد عدوّ لمحركات البحث، خاصةً جوجل، هو المحتوى المُكرّر أو المنسوخ، إذ تُعاقِبه جوجل.

ورغم أنّ جوجل أكّدت على أنّ المحتوى المُنشأ بواسطة الذكاء الاصطناعي لا يتعارض مع إرشاداتها، فإنّ هذا المحتوى الشبيه بغيره قد يجلب لك عقوبات من جوجل، والإطاحة بترتيبك في نتائج محركات البحث، لذلك إن اعتمدت على الذكاء الاصطناعي، فتأكّد من أنّ المحتوى فريد، غير مُكرّر ولا متشابه مع غيره إن أمكنك ذلك.

ملخص حول الذكاء الاصطناعي وإنشاء المحتوى الطبي

الذكاء الاصطناعي بمختلف أدواته سريع ودقيق ويمتلك معلومات هائلة تُمكِّنه من إنشاء محتوى طبي، ويُعدّ شات جي بي تي على رأس أدوات الذكاء الاصطناعي المُستخدَمة في هذا الغرض، ومع ذلك فإنّ معلوماته غير مُحدّثة بالكامل، كما يفتقر للحسّ البشري في كتابته والخبرة المطلوبة من مُنشِئ المحتوى الطبي بأن يكون مُتخصصًا فيه كأن يكون طبيبًا أو ما شابه ذلك.

وقد تضاربت الأخبار حول معاقبة جوجل للمحتوى المُنشأ بواسطة الذكاء الاصطناعي، ورغم عدم اعتراض جوجل عليه بصورة مبدئية، واستهداف جوجل لأن يكون المتحوى فريدًا يُقدِّم قيمة حقيقية للقُراء، إلّا إنّ الذكاء الاصطناعي قد يُنشِئ محتوى مُشابهًا للموجود على الإنترنت غير فريد بالصورة المطلوبة، ما قد يُعرِّض الموقع الإلكتروني لعقوبات جوجل.

في أبر مدك نُقدِّم لك محتوى طبي عالي الجودة لموقعك الإلكتروني أو مدوّنتك، متوافق مع معايير محركات البحث (SEO)، ويُقدِّم قيمة حقيقية للقُراء، وخال من الأخطاء اللغوية والإملائية، خاصةً مع امتلاكنا لفريقٍ من كُتّاب المحتوى الذين يمتلكون الخبرة والاختصاص في قطاع الصحة (صيادلة وأطباء) وفي إنشاء المحتوى على حدٍ سواء.