يختلف سعر الكشف والعمليات من طبيبٍ لآخر، وبعض المرضى يسألون عن سعر الكشف قبل خبرة الطبيب وقبل أي شيءٍ آخر؛ لذلك ينبغي أن يكون سعر الكشف متماشيًا مع السوق الحالي، وبنفس الوقت لا يبخس خبرة الطبيب ومهارته والدرجة العلمية التي بلغها بجُهدٍ هائل، فما هي العوامل المؤثرة في سعر الكشف والعمليات؟
العوامل المؤثرة في سعر الكشف والعمليات
هناك نقطة انطلاق لتحديد سعر الكشف والعمليات، من خلال دراسة التكلفة، وتحديد نسبة النفقات العامة وغيرها من العوامل المُؤثِّرة في سعر الكشف كما يتضح فيما يلي:
1. الوقت الذي يقضيه الطبيب في الكشف أو العملية
يستغرق تشخيص وعلاج المريض وقتًا من حياة الطبيب بلا شك، وهذا الوقت لا بُد أنَّ له ثمن، وقد يختلف من تخصص لآخر، فبعض المرضى تستغرق زيارتهم للطبيب دقائق معدودة بينما في حالات أخرى يظل الطبيب مع المريض في غرفة العمليات لساعاتٍ متواصلة، وبالتأكيد ليست التكلفة واحدة.
لكن وقت الكشف والعمليات هو ليس الوقت الوحيد الذي يقضيه الطبيب في مهنته، بل كذلك إكمال التقارير حسب المعايير المهنية، وبعض الأعمال المُتعلّقة بالمريض، مثل رسائل الإحالة وطلبات الفحوص الطبية، فكلُّ ذلك داخِل في تحديد سعر الكشف والعمليات من ناحية الوقت الذي يقضيه الطبيب.
2. المعرفة العلمية والخبرة
لا تستوي معرفة الأطباء العلمية، فليس حديث التخرّج كمن حصل على درجة الدكتوراه منذ زمنٍ بعيد، وليس مَن تعامل مع المرضى على مدار سنة أو اثنتين كمن شاب رأسه في العمل مع نفس المرضى؛ لذلك فإنّ المعرفة العلمية والخبرة في التخصص من العوامل الرئيسة في تحديد سعر الكشف والعمليات، وهي تعتمد على:
- المُؤهلات العلمية التي حصل عليها الطبيب خلال سنين دراسته، سواء كان الماجستير أو الزمالة أو الدكتوراه.
- الخبرة في التعامل مع المرضى، فكُلّما كان الطبيب متقنًا خبيرًا في التعامل مع مرضاه، زاد ذلك من فرص نجاحه في التشخيص واختيار العلاج المناسب.
3. تكلفة الفرصة
قد تكون هناك فرصة لعرض المريض حالته على خبير استشاري كبير، وفي الممارسة العملية، فإنّ هذه التكلفة هي تكلفة وقت الخبير الاستشاري الذي قد يُقاس بعدد الاستشارات أو بقيمة تلك الاستشارة، والتي لولا خبرة الطبيب فيها لما استشاره المريض.
4. المصاريف العامة التشغيلية والمستلزمات
ثمّة جزءٌ من النفقات التي يُنفِقها الطبيب لتوفير المكان اللازم لاستقبال المريض، وهي بالتأكيد داخلة في تحديد سعر الكشف والعمليات، مثل:
- تعيين مرافقين للطبيب، مثل السكرتارية أو المساعدين في تقديم الخدمة للمريض، فهذا مما يُؤثِّر في سعر الكشف بلا شك.
- استئجار المكاتب أو مقر العيادة، فقد تختلف تكلفة الاستئجار من مكانٍ لآخر حسب المنطقة نفسها أو حجم المكان الذي استأجره الطبيب.
- الأدوات والأجهزة والمستلزمات في عيادة الطبيب، فهي لم تأت من فراغٍ بالتأكيد، وكذلك المعدات العامة في عيادة الطبيب (غير الطبية).
5. المصروفات المهنية
يحتاج الطبيب إلى المال للتطور المهني، وتقديم خدمة جيدة للمريض، ولولا المال الذي كان بيديه سابقًا، لما كان المريض جالسًا بحاجةٍ إلى مشورته الآن، ومِنْ ثَمّ فتكلفة الدرجة المهنية التي بلغها الطبيب داخل في تحديد سعر الكشف بما يُناسِبه، ويدخل في ذلك أيضًا التطوير المهني المستمر، والجمعيات التخصصية والكليات الملكية واشتراكات المنظمات المهنية الأخرى التي قد ينضمّ إليها الطبيب.
6. تكاليف الانتقال
قد يأتي الطبيب إلى المريض في مكانٍ بعيدٍ عن مقر عمله، أو يفتتح عيادة في بلدة أخرى غير التي يسكنها، والذهاب إليها له تكلفة بكل تأكيد، وعادةً ما يُحسَب ذلك باستخدام مُعدّلات الأميال القياسية للسيارة (المسافة المقطوعة)، حيث يُدرِج الطبيب تكاليف الوقود، وتكلفة استهلاك السيارة (قد تحتاج إلى صيانة بسبب السفر)، والمدفوعات، مثل مواقف السيارات ورسوم الطرق.
7. تعويض مادي عن ظروف العمل
بعض بيئات العمل مُرهِقة، وربّما تكون غير مألوفة للطبيب، وهذا له قدره وينبغي أن يكون مُندرجًا في تكلفة الكشف والعمليات، يستوي في ذلك العمل في بيئة غير مألوفة، ومدى توفُّر الزملاء والطاقم الطبي المُعاوِن من عدمه، وما إذا كان هناك عبء عمل مرتفع، سواء كان عدد المرضى كبيرًا، أو يحتاجون رعاية طبية هائلة.
8. تعويض مادي عن فترات الأجازات
لا يتقاضى الأطباء الذين يعملون لحسابهم الخاص أجرًا مقابل أجازة تتعلّق بالمرض أو الأسباب العائلية، أو العطلة أو الدراسة أو عن أي جلسات شاغرة، وينبغي تغطية هذه التكاليف بمعدل سنوي على أساس الساعات السنوية المتاحة للعمل، وتقدير التعويض اللازم لأيام الإجازة كأي طبيبٍ في عملٍ حكومي.
كم مرة ينبغي إعادة النظر في سعر الكشف أو العملية وتغييرهم؟
يُفضَّل مُراجعة رسوم الكشف الحالي كل 6 أشهر على الأقل، ولا ينبغي أن تمضي أكثر من عامٍ على الأقل دون أن تُراجِع رسوم الكشف والعمليات، إذ تتغيّر ديناميكيات سوق الرعاية الصحية، وكذلك مُعدّلات التأمين، والبقاء على اطّلاع على هذه الأمور يُساعِد في تغيير رسوم الكشف والعمليات حسب الواقع الحالي.
متوسط أسعار مراجعة الطبيب في الدول المختلفة
تختلف أسعار الكشف والعمليات في الدول حسب القوة الشرائية للمواطنين في كل دولة، وتتراوح أسعار العمليات تراوحًا كبيرًا حسب نوع العملية ومكان إجرائها وغيرها من العوامل. في هذا الجدول نوضح اختلاف أسعار الكشف عند طبيب في كل دولة وهي أسعار استرشادية تقريبية وقد يختلف الواقع اختلافًا كبيرًا عنها.
الدولة |
كشف طبيب عام | كشف طبيب أخصائي |
كشف طبيب استشاري |
مصر |
من 100 إلى 300 جنيه مصري | من 300 إلى 800 جنيه مصري | من 800 إلى 3000 جنيه مصري |
السعودية |
من 40 إلى 100 ريال سعودي | من 100 إلى 300 ريال سعودي | من 300 إلى 1000 ريال سعودي |
الإمارات |
من 100 إلى 200 درهم إماراتي | من 200 إلى 500 درهم إماراتي | من 500 إلى 1500 درهم إماراتي |
أفضل النصائح لتحديد سعر الكشف والعمليات
قد تُساعِدك النصائح الآتية في تحديد أفضل سعر للكشف والعمليات، وكذلك تجنُّب الأخطاء في تحديد السعر:
- تجنُّب التغييرات المفاجئة في أسعار الكشف والعمليات، فإذا كانت منخفضة جدًا عمّا يُفترَض أن تكون عليه، فزِدها تدريجيًا إلى أن تصل إلى ما يجب أن تكون عليه رسوم الكشف.
- ضع في الحُسبان تكلفة الكشف والعمليات في السوق عمومًا قبل أن تضع رسوم كشفك على المريض، فالمرضى لديهم ملاحظات دقيقة بهذا الشأن.
- توحيد سعر الكشف وعدم فرض أسعار كشف مختلفة على مرضى مختلفين، وهذا ليس له علاقة بتوفير خصومات عند الدفع أو ما شابه ذلك.
ملخص عن تحديد سعر الكشف والعمليات
تتحدَّد تكلفة الكشف والعمليات حسب الوقت الذي يقضيه الطبيب في التعامل مع المريض وكذلك درجة الطبيب العلمية والخبرة التي وصل إليها، والنفقات العامة للعيادة أو مقر عمل الطبيب، وتكاليف السفر إن كان الطبيب يُسافِر إلى عيادته أو إلى المريض من بلدة إلى أخرى، إضافةً إلى تقدير قيم الإجازة غير المدفوعة؛ لأنّ العمل الخاص لا يُعوّض هذه الأيام التي قد يمرض فيها الطبيب أو يضطر لعدم العمل لأسبابٍ عائلية، وفي النهاية ينبغي أن يمتلك الطبيب نظرةً عن السوق، وأن يتجنّب التغييرات المفاجئة في الرسوم.