ممارسة الطب بطبيعتها تنطوي على اتصال شخصي وثيق مع الآخرين، حيث يعد التواصل مع المرضى وعائلاتهم والموظفين والزملاء أمرًا ضروريًا لتحقيق النجاح. ومما لا شك فيه أن لدى جميع الأطباء طرق مختلفة للتواصل، وبعضهم أكثر فعالية من البعض الآخر حيث يٌولد كل شخص بمجموعات مهارات مختلفة وقد تختلف أساليب الاتصال بشكل كبير. ولكن بوجه عام يمكن القول أن أفضل طرق التواصل هي تلك القادرة على الإلهام والمشاركة وتنمية الثقة، وهي تتحقق بسهولة عندما يوجد ما يسمى بالـ “كاريزما“!
عندما تقرأ مقالاً عن أهمية الكاريزما وكيف يمكنها تحسين نجاح القادة في عالم الأعمال والسياسة، لعلك تتسأل: وماذا عن عالم الطب؟ هل للكايزما نفس التأثير على نجاح الطبيب؟ وما هي النصائح المناسبة للطبيب حتى يتثني له إقامة تواصل أفضل مع مرضاه وزملائه وفريقه في العمل بدون أن يضطر ليصبح شخص آخر غير نفسه الحقيقية.
أولاً: ما الكاريزما؟ وما هي سمات الشخصية الكاريزمية؟
لا يوجد تعريف عالمي، ولكن “أنت تعرفها عندما تراها”! وعادة ما يتم تعريف الكاريزما على أنها سحر شخصي للشخص يثير ولاءً خاصاً أو حماساً لكلامه، فهي بمثابة جاذبية مغناطيسية من نوع خاص. وهناك أيضًا -من أجمل تعريفات الكاريزما- هي ما قالته ماريان ويليامسون “الكاريزما هي بريق في الناس لا يمكن شراؤه بالمال. إنها طاقة غير مرئية ذات تأثيرات مرئية”.
ورغم عدم وجود تعريف محدد للكاريزما ولكن هناك اتفاق كبير على سمات الشخصية الكاريزمية وعلى اهم النصائح التي يمكن بها اكتساب أو تفعيل الكاريزما داخل كل شخص.
سمات الشخصية الكاريزمية
أساس الكاريزما هو امتلاك سمات وقدرات شخصية محددة. في حين أن امتلاك هذه السمات والقدرات لا يضمن بالضرورة أنك سوف تتمتع بشخصية كاريزمية ما لم تستخدمها وتتمرن عليها حتي تصقلها، ولكن هذه السمات تظل ضرورية وهي نقطة الانطلاق لتصبح طبيب صاحب كايزما:
- الثقة بالنفس: يتمتع معظم الأشخاص ذوي الكاريزما بدرجة عالية من الثقة بالنفس ويشعرون بالارتياح تجاه أنفسهم.
- المرح: الأشخاص ذوي الكايزما متحمسون ويعيشون حياتهم بفرح وهم قادرون على إقناع الآخرين من خلال العاطفة.
- التعاطف: الأشخاص الأكثر جاذبية في العالم هم أيضًا متعاطفون. أي أنهم قادرون بسهولة على وضع أنفسهم مكان شخص آخر.
- القدرة على التعبير عن المشاعر بشكل جيد: يمكن بسهولة التعبير عن الغضب، أو ربما السعادة، ولكن ماذا عن الفروق الدقيقة في المشاعر؟ يمكن للأفراد الكاريزميين التعبير عن مجموعة كاملة من المشاعر الإنسانية، وهم يفعلون ذلك بشكل جيد.
- سرعة البديهة: جميع الأشخاص الذين يتمتعون بالكاريزما يتشاركون في الذكاء السريع ولديهم القدرة على التكيف مع التغييرات الطفيفة في مختلف المواقف وهذا يسمح لهم بقول الشيء الصحيح في الوقت المناسب من أجل التأثير على الآخرين، ورواية القصة الصحيحة لكل موقف.
كيف يمكن أن تساعدك الكاريزما في تقديم رعاية أفضل لمرضاك؟
بالتأكيد إذا كنت قادر على إلهام وإثارة الحماس والإيجابية بين مرضاك وفريقك من الممرضات والموظفين وحتى زملاء الأطباء في العيادة أو المستشفى أو المركز الطبي سيحصل مرضاك على تجربة أفضل عند زياتك. وإذا تمكنت من جذب ولاء واهتمام المرضى وعائلاتهم، فستكون قادر على توفير الثقة التي تشتد الحاجة إليها في علاج أغلب الأمراض، ومن المرجح أن نكون قادر على التواصل وبناء علاقة جيدة متينة مع مرضاك بطريقة فعالة.
نصائح لتحقيق الكاريزما وتحسين التواصل مع المرضى والزملاء والموظفين
الوصول لمستوى من الكاريزما يسمح لك بالتأثير في الجمهور وتحريك اختياراتهم ليس بالأمر السهل، لكن هذه النصائح قد تساعدك في تطوير مهاراتك في هذا الاتجاه:
1. استمع أكثر مما تتحدث:
هذا الأمر صعب بالنسبة للعديد من الأطباء. في التدريبات، يتم توجيه الطبيب للتحدث عندما يعرف الإجابة. غالبًا ما يتم تحفيزه لتقديم نتائج سريعة وإبلاغها بسهولة. فالطبيب عادة ما يسعى جاهدًا لاستيعاب الحقائق بسرعة ووضع خطة. ومع ذلك، يمكن تعلم الكثير من خلال الاستماع إلى المرضى والعائلات وأعضاء فريق الرعاية الصحية الآخرين. عندما يرى أعضاء الفريق أن أفكارهم يتم أخذها بعين الاعتبار من قبل الطبيب القائد، فإنهم يميلون إلى أن يكونوا أكثر تفاعلاً وأكثر إنتاجية.
2. لا تمارس الاستماع الانتقائي
من الضروري أن يعامل قادة الأطباء جميع أعضاء الفريق باحترام. كل شخص لديه دور يلعبه ولا يهم اللقب أو المكانة التي قد يحملها فرد معين في التسلسل الهرمي للفريق. ومن خلال تضمين الجميع (وجعل كل شخص يشعر بأنه مساهم)، فإنك تلهمهم إلى العمل الجاد والمزيد من المشاركة. وفي النهاية يتلقى المريض رعاية أفضل بكثير.
3. لا تنشغل بغير محدثك
في عصر الهواتف المحمولة وأجهزة iPad وأجهزة الكمبيوتر الموجودة في أجنحة المستشفى والعيادات، تكثر عوامل التشتيت. ومع ذلك، عند قيادة فريق طبي أو الاستماع إلى المرضى وهم يعبرون عن آرائهم وأفكارهم، فمن الضروري ترك الوسائط الرقمية مغلقة وبعيدة عن يدك، لأنه لا شيء يجعل الآخرين يشعرون بأنهم غير مهمين أكثر من طبيب غير مهتم. اعطي تركيزك بالكامل إلى المريض وتجنب تشتت الانتباه عن طريق رسالة نصية أو مكالمة هاتفية أو تغريدة.
4. أعط قبل أن تأخذ
تأكد من وضع مرضاك وعائلاتهم في المقام الأول. وعند التعامل مع فريق الرعاية داخل المستشفيات، اسمح للآخرين بالحصول على الفضل والثناء على العمل الجيد الذي أنجزوه قبل أن تنسب الفضل إليك كقائد.
5. لا تتصرف بذاتية وغرور
لكي تكون أكثر فعالية يجب عليك أن نضع الأنا جانبًا وتنسى حقيقة أنك ربما تكون قد نشرت نصف الأبحاث المرجعية في الرسالة الذي قام بها طالبك للتو. ركز بدلاً من ذلك على الآخرين وما يقدمونه. تذكر أننا جميعًا بشر، وجميعنا مترابطون.
6. أدرك أن الآخرين مهمون
هناك حكمة تقول “أنت تعرف بالفعل ما تعرفه، لا يمكنك أن تتعلم أي شيء جديد من نفسك”. ولذلك يجب أن تستمع إلى ما يقوله الآخرون وتركز على آرائهم وتتعلم منها بل وتحرص على تجنب التحيزات المسبقة قدر الإمكان.
7. سلط الضوء على الآخرين لا على نفسك
يشعر الجميع بالامتنان والسعادة من خلال الثناء، ولا يوجد حد أقصى للثناء ولا للسعادة. ولذلك يمكنك دائمًا كطبيب قائد فريق أن تتأكد من أنك ماهر في تحويل الثناء من نفسك إلى من حولك. فأعضاء الفريق الذين يشعرون أن عملهم معترف به ومقدر على أنه ممتاز، يميلون إلى العمل بجدية أكبر وإنتاج المزيد.
8. اختر كلماتك بعناية
إن الطريقة التي نتبعها في مطالبة الآخرين بأداء المهام يمكن أن تغير تصورهم للمهمة بشكل كبير. إذا تم تقديم المهمة كالتزام، فسيتم النظر إليها بشكل مختلف تمامًا عما إذا تم تقديمها كفرصة أو امتياز. من خلال اختيار كلماتك بعناية، فإنك تلهم الآخرين وتجعلهم يشعرون بأن موقعهم في الفريق هو عنصر حاسم للنجاح.
9. لا تناقش إخفاقات الآخرين وعيوبهم
فلتواجه الأمر، المستشفى أو العيادة عبارة موطن هائل للثرثرة. ومع ذلك، ليس هناك ما هو أكثر تدميراً لديناميكيات الفريق من أن يتحدث الطبيب القائد بشكل سلبي عن أحد أعضاء الفريق أو زميل أو طبيب آخر. وهذا السلوك يقوض الروح المعنوية ولا يوحي بالثقة.
10. اعترف بإخفاقاتك وعيوبك
من الضروري أن يشعر أعضاء الفرق الطبية والقادة بالتواصل. ولا شيء يعزز التواصل أكثر من اعتراف الطبيب القائد بأخطائه وإخفاقاته أمام المجموعة. ومع ذلك، عند الاعتراف بالخطأ، من الضروري أن تكون قدوة إيجابية لذا فعليك أيضًا أن تصرح بما تم تعلمه من خلال هذا الخطأ وما هي الإجراءات التصحيحية التي تخطط لاتخاذها من أجل تجنب ذلك الخطأ في المستقبل. فهذا يمثل مثالًا رائعًا للتحسين الذاتي للفريق وفي نفس الوقت يعزز الترابط داخل فريق الرعاية.
11.اعرف نقاط قوتك واعمل على تنميتها
تأتي الكاريزما من الثقة بالنفس والقدرة على بث الثقة في الآخرين. يتعلق الأمر بمعرفة ما تجيده والاعتماد على تلك المهارات للمساعدة في تعزيز ثقتك بنفسك عندما تضعف. يمكنك استخدام الفكاهة للمساعدة في تحسين شعورك بالثقة، وكذلك للتواصل مع الآخرين. وربما تكون ماهرًا في البحث عن الحقائق والأرقام ومن ثم استيعاب التفاصيل الدقيقة ورسم صورة دقيقة للموضوع. وربما لديك موهبة الإقناع. كل هذا يمكن أن يساعد في بناء الثقة التي تحتاجها لتحقيق النجاح مع مرضاك أو فريقك.
12. اعمل على بث العاطفة والإيجابية
أصحاب الشخصية الكاريزمية عاطفيون، وأفعالهم وأقوالهم إيجابية (في أغلب الأحيان). هذه السمات الشخصية مهمة لأن الآخرين ينجذبون إليها. يمكن للشخص العاطفي أن يكسب حتى الرافضين للقضية التي يثيرها. والشخص الإيجابي يرفع شأن الآخرين إلى درجة أن الناس يبحثون عنه في الواقع فقط لقضاء بعض الوقت في حضوره.
13. تعلم أن تكون راويًا أفضل
عندما تتواصل مع الآخرين، هل تفعل ذلك مع التركيز على ما تريد أن يشعروا به أو ما تريد استخلاصه من المحادثة؟ في الحقيقة يركز أصحاب الشخصية الكاريزمية على ما يشعر به الآخرون أثناء المحادثة، فالأمر لا يتعلق بالرسالة. يتعلق الأمر بما تثيره القصة التي ترويها لمرضاك أو فريقك.
إجابات أشهر 3 أسئلة عن معنى الكاريزما وأنواعها وضرورتها للنجاح
الكاريزما من الأمور المحيرة التي يطرح عنها الناس كثير من الأسئلة، لذا دعونا نجيب عن بعض الأسئلة المتكررة عن الكاريزما وماهيتها.
السؤال الأول: هل الكاريزما تعني أن تكون مرح وخفيف الدم فقط؟
الإجابة: لا، الكاريزما هي الحضور!
الكاريزما لا تتعلق فقط بالمرح وخفة الدم، بالرغم من أن ذلك قد يكون مفيدًا بالطبع! لكن الكاريزما تأتي أيضًا من مجرد الحضور وسهولة التحدث إليك ومعك وسلاسة إظهارك للتعاطف، أو كونك مستمع جيد، أو ملهم للآخرين، أو من شغفك وثقتك في أفكارك وقدراتك.
والكاريزما هي الثقة والتمكن!
حاول دومًا أن تزيد من المادة العلمية التي يمكنك أن تفيد بها مرضاك وتناقش فيها زملائك في محادثات سريعة أو عميقة، ليس عليك بالضرورة أن تكون أكثر مرحًا، ولكن أكثر ثقة فيما تقوله. وتذكر دائمًا أنه ليس هناك صفة أكثر جاذبية في الشخص من الثقة، وأن المستمع الجيد أكثر جاذبية من المتحدث السلس.
السؤال الثاني: هل يمكن للشخصية الانطوائية أن تتمتع بالكاريزما؟
الإجابة: قطعاً نعم! الكاريزما لا تقتصر فقط على كونك منفتحًا، أو نشيطًا، أو مركز الاهتمام.، يمكن للانطوائيين أن يمتلكوا شكلًا فريدًا من نوعه من الكاريزما التي تنبع من احتضان نقاط قوتهم وأصالة شخصيتهم وعمقها مما يمكنهم من التفوق على المفاهيم التقليدية للكاريزما.
-الانطوائية قد تمهد الطريق للكاريزما!
قد تخلق الانطوائية حضورًا مغناطيسيًا يجذب الآخرين حيث أن أغلب الانطوائيون متفوقون في التأمل الذاتي والفهم العميق لقيمهم وعواطفهم ونقاط قوتهم، وعادة ما يكونوا مستمعين ومراقبين رائعين، ولديهم ميل طبيعي للاهتمام بالآخرين، وإظهار الاهتمام الحقيقي، والتعاطف مع تجاربهم.
كما يمتلك الانطوائيون عالمًا داخليًا غنيًا ويميلون إلى التفكير بعمق قبل التحدث أو التصرف وبالتالي مشاركة الآخرين بمساهمات ذات معني بطريقة تلقى صدى لدى من حولهم. وبينما يبرع المنفتحين في الظهور خلال الاجتماعات الكبيرة وتشبيك العلاقات المتعددة بسهولة، يتفوق الانطوائيون بسهولة في بناء اتصالات فردية عميقة وذات معنى من خلال خلق بيئة آمنة ومريحة للآخرين للانفتاح ومشاركة أفكارهم ومشاعرهم؛ وهذه القدرة تحديدًا تحظى بتقدير كبير من قبل الآخرين.
س3: هل الكاريزما هي العنصر الحاسم الوحيد للنجاح؟
السؤال الثالث: هل الكايزما هي كل ما أحتاجه للنجاح؟
الإجابة: لا، الكاريزما ليست العنصر الحاسم الوحيد للنجاح. في حين أن الكاريزما يمكن أن تكون مفيدة في سياقات معينة ويمكن أن تساعد الأفراد على التواصل مع الآخرين والتأثير عليهم، إلا أنها ليست العامل الوحيد المحدد للنجاح.
النجاح مفهوم معقد ومتعدد الأوجه ويختلف من شخص لآخر ويمكن أن يتأثر بمجموعة من العوامل الأساسية مثل تطوير وصقل المهارات الفردية واكتساب الخبرة ومواكبة اتجاهات الصناعة مع العمل الجاد والتفاني والمثابرة والاستعداد لبذل الجهد، وبالتأكيد يجب وجود رؤية واستراتيجة وأهداف وخطوات واضحة للحفاظ على التركيز والبقاء على المسار الصحيح نحو النجاح.
كل ذلك بالإضافة إلى المرونة والقدرة للتغلب على التحديات، وبناء شبكة قوية من العلاقات، على المستويين الشخصي والمهني، وامتلاك ذكاء عاطفي قوي، والالتزام بالتعلم مدى الحياة وتبني عقلية النمو.
الكايزما جزء واحد من منظومة النجاح!
من المهم أن ندرك أن النجاح أمر شخصي ويمكن تعريفه بشكل مختلف من قبل الأفراد بناءً على قيمهم وأهدافهم وتطلعاتهم. في حين أن الكاريزما يمكن أن تكون مفيدة، إلا أنها مجرد قطعة واحدة من اللغز، وعادةً ما يكون مزيج من العناصر المختلفة ضروريًا لتحقيق النجاح في مجالات مختلفة من الحياة.
احذر من مخاطر تصنع الكاريزما وتأثيرها السلبي على نموك الحقيقي
بعد التعرف على فوائد الكاريزما قد تتسائل في يوم من الأيام: هل عليّ أن أتصنع الكاريزما؟ ولكن بالتأكيد تزييف الكاريزما ليس هو النهج المثالي. في حين أنه من الممكن للأفراد أن يحاولوا تزييف الكاريزما، إلا أنه من الأكثر فاعلية وأصالة بشكل عام تطوير الكاريزما الحقيقية من خلال النمو الشخصي وتحسين الذات.
الكاريزما لا تعني مجرد القيام بتوجهات وأفعال معينة أو التظاهر بأنك شخص مختلف. بل تنطوي على تطوير وتجسيد الصفات التي تجذب الناس بشكل طبيعي وتخلق تأثيرًا إيجابيًا. الكاريزما الحقيقية تأتي من الداخل وهي متجذرة في صفات مثل الثقة، والاهتمام الحقيقي بالآخرين، والتواصل الفعال، والذكاء العاطفي. ومن أمثلة الكاريزما المزيفة في الطب شخصية دكتور هاوس Dr. House الشهيرة، لأن الشخصية لها صفات سلبية متعددة ومع ذلك تفرض نفسها على الآخرين نتيجة تمتعها بصفة واحدة إيجابية وهي الذكاء والقدرة على التحليل، ولا تتحلى بأي صفة أخرى من صفات الشخصية الكاريزمية الحقيقية مثل التعاطف والصدق والقدرة على التعبير عن المشاعر واحترام الآخرين والاستماع إليهم.
يمكن أن يكون للكاريزما المزيفة العديد من المخاطر والعيوب. فيما يلي بعض العواقب المحتملة لمحاولة تزييف الكاريزما:
1. الافتقار إلى الأصالة:
تزييف الكاريزما يعني تقديم شخصية زائفة أو التظاهر بامتلاك صفات قد لا تمتلكها حقًا. يمكن أن يشعر الآخرون بهذا النقص في الأصالة، مما يؤدي إلى انهيار الثقة والتواصل. ينجذب الأشخاص عمومًا إلى الأصالة ويمكنهم اكتشاف ما إذا كان شخص ما غير أصيل، مما قد يؤثر سلبًا على العلاقات والتفاعلات.
2. التناقض وعدم الاتساق:
قد يكون الحفاظ على شخصية كاريزما مزيفة أمرًا صعبًا، لأنه يتطلب تصرفًا وتظاهرًا متسقين. يمكن أن يكون هذا مرهقًا عقليًا وعاطفيًا. بالإضافة إلى ذلك، قد تصبح التناقضات في السلوك أو التناقضات بين شخصيتك المزيفة وشخصيتك الحقيقية واضحة بمرور الوقت، مما يزيد من تآكل الثقة والمصداقية.
3. صعوبة الحفاظ على العلاقات:
يمكن للكاريزما المزيفة أن تعيق تطوير علاقات ذات معنى وحقيقية. عندما يدرك الناس أنك لست صادقًا، فقد يترددون في تكوين علاقات عميقة ودائمة معك. غالبًا ما تكون الأصالة عاملاً رئيسيًا في بناء الثقة وتعزيز العلاقات الحقيقية.
4. الخسائر العاطفية والنفسية:
التظاهر المستمر بأنك شخص مختلف يمكن أن يؤثر سلبًا على صحتك العاطفية. يمكن أن يخلق مشاعر عدم الأمان والقلق والصراع الداخلي بينما تكافح من أجل الحفاظ على الواجهة. يمكن أن يؤدي أيضًا إلى الشعور بالانفصال عن نفسك الحقيقية وعدم الرضا في تفاعلاتك وعلاقاتك.
5. ضياع فرص النمو الشخصي الحقيقي:
الكاريزما المزيفة يمكن أن تمنع النمو الشخصي وتحسين الذات. بدلًا من التركيز على تطوير الصفات والمهارات الحقيقية، قد تستثمر طاقتك في الحفاظ على شخصية زائفة. يمكن أن يعيق ذلك قدرتك على تطوير وإظهار نقاط قوتك ومواهبك الحقيقية.
مختصر عن الكاريزما
تذكر أن الكاريزما ليست سمة واحدة تناسب الجميع. يتمتع كل شخص بصفاته ونقاط قوته الفريدة التي يمكن أن تساهم في نسخته الخاصة من الكاريزما. إن احتضان هذه الصفات وتطويرها بطريقة تصاعدية سيساعدك على تنمية الكاريزما الحقيقية لشخصيك والوصول إلى آفاق جديدة من النجاح في حياتك الشخصية والمهنية على السواء.