في الوقت الحالي عندما نتحدث عن أشهر العلامات التجارية في العالم، فإن الأسماء التي تأتي في الذهن هي ستاربكس وآبل وكوكاكولا وجوجل وغيرها. ومن الواضح أن هذه العلامات التجارية اكتسبت قوة لا يستهان بها، ولم تتحقق شهرتها عن طريق الصدفة، فهي نتيجة لعملية بناء العلامة التجارية بشكل فعال، وبالطبع القطاع الطبي غير بعيد عن معايير اختيار اسم العيادة مفيد وقوي لصالح الجانب التسويقي والمالي للعيادة.
عملية اختيار اسم العيادة تتكون من تكتيكات مختلفة ودقيقة تستهدف تعزيز العلامة التجارية وجعلها تستمر بشكل أكبر في ذهن المرضى لفترة طويلة، في هذا المقال سنتحدث عن التكتيكات التي يمكن للأطباء اعتمادها لبناء علامة تجارية فعالة لعياداتهم أو أسمائهم الشخصية.
أولًا: حدد نقاط قوتك
عند اختيار اسم العيادة يجب عليك أن تأخذ بعين الاعتبار نقاط قوتك وتميز عيادتك عن العيادات الأخرى في نفس المجال. يمكن أن تتمثل نقاط القوة في الخدمات التي توفرها العيادة، أوالتقنيات الطبية المتطورة، أو الفريق الطبي المؤهل والخبرة الطبية الكبيرة في تخصصك أو تصميم وموقع العيادة. إذا كانت لديك شهادات أكاديمية لا يمتلكها كثيرون من المنافسين فتلك نقطة قوة، إذا كنت تجري عمليات نادرة أو تخدم شريحة معينة من المرضى فتلك نقطة قوة.
بمجرد تحديد نقاط قوتك، يمكنك استخدامها لصياغة اسم ملائم للعيادة. على سبيل المثال، إذا كانت نقطة قوتك هي توفير الرعاية الشاملة للمرضى بجميع الأعمار، يمكنك استخدام كلمات في الاسم مثل “Care” أو ” Care Clinic” لتحقيق هذا الهدف. وفي نفس الوقت يجب اختيار اسم العيادة بشكل يعكس الرؤية والرسالة التي تريد إيصالها إلى المرضى. على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في توفير الرعاية الشخصية لكل مريض، فيمكنك استخدام اسم مثل “Personal Touch Clinic” أو “Caring Hands Clinic”.
ثانيًا: حدد الجمهور الذي تستهدفه العيادة أو المركز الطبي
عند اختيار اسم العيادة، ينبغي عليك أولاً تحديد الفئة المستهدفة والمنطقة التي تتواجد فيها العيادة. بعد ذلك، يمكنك البدء في اختيار الاسم الذي يعكس ما تقدمه العيادة ويجذب الفئة المستهدفة. في العادة، يمكن اختيار اسم يحمل دلالات طبية أو مرتبطة بالمجال الطبي،
وعلاوة على ذلك، يجب التأكد من اختيار اسم متميز وسهل الحفظ، والذي يمكن تسويقه بسهولة. كما ينبغي الانتباه إلى عدم اختيار اسم يتعارض مع قوانين العلامات التجارية المحلية أو الدولية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكنك البحث عن الأسماء المستخدمة في العيادات المنافسة أو نفس التخصص في منطقة عيادتك، وتجنب استخدام الأسماء المشابهة أو المتشابهة لتجنب الخلط بين العيادات. وأخيراً، يمكنك التفكير في العديد من الأسماء واستشارة زملائك في المجال الطبي أو المسوقين المحترفين للحصول على آرائهم واقتراحاتهم قبل اتخاذ القرار النهائي.
مثال على اختيار اسم للعيادة بناءًا على المنطقة؛ لنفترض أنك طبيب أسنان تريد فتح عيادتك في منطقة سكنية راقية في المدينة، وترغب في جذب العائلات والأفراد ذوي الدخل المرتفع في هذه المنطقة. يمكنك اتباع الخطوات التالية لتحديد الاسم المناسب لعيادتك:
- ابدأ بتحديد الكلمات المراد تضمينها في الاسم، مثل “الأسنان، الابتسامة، العائلة، الراحة، الجمال”.
- ابحث عن الاسماء المستخدمة في العيادات الأخرى في المنطقة، وتأكد من أن الاسم الذي تختاره ليس مشابهًا لأي منها.
- قم بتحليل الأسماء المناسبة وتحديد ما إذا كانت ستناسب المنطقة والفئة المستهدفة، على سبيل المثال: “اسم الأسنان المثالي أو Perfect Dental Clinic” سيكون مناسبًا لمن يبحثون عن خدمات أسنان متميزة، ولكنه لن يناسب العائلات التي تبحث عن خدمات الأطفال.
- قم بإجراء اختبار للأسماء المختارة عن طريق عرضها على عينة من المرضى المحتملين وجمع تعليقاتهم واستفساراتهم، واختر الاسم الذي ينال إعجاب الغالبية.
على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في اختيار اسم لعيادة أسنان في دولة البحرين الخليجية، يمكنك اختيار اسم “الأسنان اللؤلؤية أو Pearl Dental Clinic”، حيث يتميز اسم اللؤلؤ بالجمال والثروة والفخامة، ويمكن للعيادة أن تستخدم هذا الاسم لتجذب الزبائن المتوقعين الباحثين عن خدمات متميزة وفخمة لصحة أسنانهم.
ثالثًا: اقطع الوعود، والتزم بها
عند اختيار اسم العيادة لا تنس أن رحلتك لبناء الاسم التجاري تعتمد أساسًا على مجموعة الوعود التي تقدمها للجمهور، احرص دائمًا على أن تنفذ تلك الوعود، فمثلاً إذا كان اسم عيادتك يدل على الرعاية الشاملة للأسنان (Total Dental Care)، يجب أن تتأكد من توفير جميع خدمات الرعاية الشاملة للأسنان داخل العيادة. إذا كان اسم العيادة يشير إلى رعاية بالأطفال، يجب أن يكون الفريق الطبي لديك مدرباً بشكل جيد على التعامل مع الأطفال وتقديم الرعاية المناسبة لهم. إذا كنت تبني اسمك التجاري كمؤسسة اقتصادية صالحة لفئات متعددة فاحرص على أن لا تشتت المتلقي برسالة تسويقية تصل إليه ثم لا يجدها على أرض الواقع، هذا قد يعرضك لكوارث سمعة في عيادتك Brand Crisis.
“عندما تقدم وعوداً للمرضى في اسم العيادة، يجب أن تكون وعوداً قابلة للتحقق والوفاء بها”
شاهد أبر مدك تحقق أكثر من 4 سنوات نجاح في مجال التسويق الطبي من خلال هذا الفيديو:-
رابعًا: اظهر بشكل لائق ومتماسك
لا يوجد اسم عيادة ناجح وغير متماسك! التزم دومًا بملف إرشادات الهوية للحفاظ على هويتك البصرية واضحة ومحددة، استخدم لغة محددة وواضحة ولا تنتقل من أسلوب لأسلوب بسرعة، هذا يجعلك تتبخر من ذهن عملائك ببساطة، حدد هوية واضحة لاسمك التجاري والتزم بها. كما يجب الاهتمام بكل التفاصيل المتعلقة بالاسم، وضمان تماسكه وملاءمته لنشاط العيادة والمنطقة المستهدفة والخدمات التي تقدمها.
ما هي أشهر الأخطاء التي يقع فيها الأطباء عند اختيار اسم العيادة؟
قد يقع الأطباء في بعض الأخطاء عند اختيار اسم العيادة، ومن أهم هذه الأخطاء:
- عدم التفكير في المرضى المستهدفين للعيادة: يجب على الأطباء التفكير بشكل جيد في شريحة المرضى المستهدفين عند اختيار اسم العيادة. فمثلاً، إذا كانت العيادة تستهدف الأطفال، فيجب اختيار اسم يتناسب مع ذلك. ومثال على اسم لعيادة الأطفال
- عدم التفكير في المنطقة المحيطة والمحيط الجغرافي للعيادة: يجب على الأطباء مراعاة البيئة المحيطة عند اختيار اسم العيادة، حيث يجب أن يكون الاسم مناسباً للثقافة واللغة المحلية ومناسباً للبيئة المحيطة. مثلًا لا يمكنك اختيار اسم عيادة باللغة الإنجليزية في منطقة متطرفة لا يتحدث بها سكان المنطقة.
- استخدام أسماء تجارية مشابهة للآخرين: يجب على الأطباء تفادي استخدام أسماء تجارية مشابهة للآخرين، حيث قد يؤدي ذلك إلى الخلط بين العيادات والتباس الهوية. ويمكنك البحث عنها سواء في محركات البحث أو بدراسة المنطقة الموجود بها العيادة، ويمكن تجنب ذلك عن طريق عدم اختيار الأسماء العامة والمنتشرة بشكل كبير مثل تداوي وداوي وغيرها من أسامي منتشرة للعيادات.
- عدم التفكير بالتسويق: يجب على الأطباء التفكير في التسويق والاهتمام بالاسم التجاري للعيادة، حيث يمكن أن يساعد اسم العيادة المختار بعناية على جذب المرضى وتعزيز العلامة التجارية بين الأطباء.
- استخدام أسماء طويلة ومعقدة: اختيار اسم عيادة طويل أو مكتوب بلغة معقدة ومعرب قد تصعب على العملاء تذكرها أو نطقها، فإنني لا أنصح بهذا النوع من الأسماء. وبدلاً من ذلك، يمكن اختيار أسماء سهلة النطق والتذكر لتسهيل عملية البحث والوصول إلى العيادة، لذا يجب تفادي هذه الأسماء. وأمثلة على ذلك:
- “العيادة المركزية لطب الأسنان المحدودة المسؤولية” هذا الاسم يبدو معقدًا للغاية، ويمكن أن يصعب على الناس تذكره والبحث عنه.
- “مركز الصحة المتعدد الاختصاصات للرعاية الصحية الشاملة” هذا الاسم طويل جدًا ومعقد للغاية، ولا يعكس بشكل جيد خدمات العيادة.
- “عيادة الأمراض الجلدية والتجميلية المتطورة المركزة على العلاج بالليزر” هذا الاسم طويل وصعب الحفظ، ويمكن أن يكون صعبًا على العملاء الجدد العثور عليه.
- “مركز العلاج بالطاقة الحيوية والتخلص من السموم” هذا الاسم قد يبدو جذابًا لبعض الأشخاص، لكنه يمكن أن يكون مبهمًا وغير واضح بشأن الخدمات التي يقدمها المركز.
ذلك يعني أهمية استخدام الأسماء المفهومة بسهولة والتي تحمل معاني واضحة، ولضمان اختيار اسم مناسب للعيادة، يمكن للأطباء استخدام تقنيات التسويق الحديثة وعمل دراسة للسوق وتحديد الجمهور المستهدف واحتياجاتهم وتفضيلاتهم.