كتاب عن الطب: المريض سوف يراك الآن: مستقبل الطب بين يديك – للكاتب د. إيريك توبول

شكل كتاب عن الطب: المريض سوف يراك الآن عن مستقبل مهنة الطب

هل تبحث عن كتاب عن الطب يتناول أهمية دور الطبيب مستقبلًا في ظل تقدُّم تقني هائل أتاح أو قد يُتِيح للمريض تشخيص نفسه عبر تطبيقات الهواتف الذكية؟ هذا جزءٌ مِمّا يتناوله الكتاب المنشور عام 2015 “المريض سوف يراك الآن: مستقبل الطب بين يديك The Patient Will See You Now: The Future of Medicine is in Your Hands”. 

يرسم الكتاب توقّعًا لمستقبل الطب والممارسة الطبية، ويحتاج إليه كلّ طبيبٍ يرغب في معرفة ما ستُحدِثه التقنية مستقبلًا كي يُواكبها ويتناغم معها في تقديم الرعاية الصحية؛ وأيضًا لمعرفة ما إذا كان  بمقدور المريض الاستقلال عن الطبيب في الاستشارة والتشخيص أم أنَّه سيظل بحاجةٍ إليه مع التقدُّم التقني.

شكل كتاب المريض سوف يراك الآن عن مستقبل مهنة الطب

نبذة عن مؤلف الكتاب دكتور إيريك توبول مؤلف هذا الكتاب عن الطب

دكتور إيريك توبول طبيب قلب ومدير معهد “Scripps Translational Science Institute”، أثبت نفسه كواحدٍ من أكثر المُفكِّرين ابتكارًا في الطب فيما يتعلّق بموضوع مستقبل مهنة الطب.

ويفترض دكتور توبول أنَّه في وجود ما يقرب من ملياري مُستخدِم للهواتف الذكية في جميع أنحاء العالم، فإنّ هذه الأجهزة بمقدورها إحداث ثورة في القطاع الطبي؛ إذ سيسهل إجراء بعض الفحوصات الطبية من خلالها، ما يجعل دور الطبيب مستقبلًا محل تساؤل، خاصةً مع تصاعد نفوذ المريض، وسهولة وصوله للمعلومات الطبية واستخدام التقنيات الحديثة في التشخيص.

يُقدِّم دكتور إيريك توبول Dr. Eric Topol رؤية فريدة حول مستقبل الطب من الناحية التقنية، حيث يتسلَّح المرضى بالهواتف الذكية ومجموعة متنوعة من أجهزة الاستشعار الحيوية لرعاية صحتهم بأنفسهم بعيدًا عن الطبيب والمؤسسات الطبية الكبرى.

يكتب الدكتور توبول كتابه باعتباره شغوفًا بالتكنولوجيا المُتقدِّمة ويعرض بعض المبالغات المتوقعة عند التنبؤ بالمستقبل، خاصةً في الرعاية الصحية، لكنَّه متفائل بشأن دور التكنولوجيا الجديدة، وإن بالغ أحيانًا في تقدير فوائدها بشكلٍ يبدو فيه تقليل من دور الطبيب الذي نمت خبرته على مدار سنوات. وبلا شك ستكون التكنولوجيا مفيدة، لكن الإفراط فيها قد يكون مضرًا، وستظل الممارسة الطبية مزيجًا من العلم والتقنية.

صورة د. إيريك توبول
د. إيريك توبول، الكاتب وطبيب القلب الأمريكي

هل صارت مهنة الطبيب في مهب الريح إثر التقدُّم التقني؟

يتناول الموضوع الرئيس لهذا الكتاب عن الطب تأثير التكنولوجيا الجديدة المُتعلِّقة بالصحة في ممارسة الطب على المدى القريب والبعيد على حدٍ سواء، والكتاب مُدعم بالعديد من الأمثلة المُستنِدة إلى مراجع تُؤكِّد ما ادّعاه الكاتب في كتابه، ومن النقاط التي تناولها الكاتب:

الهواتف الذكية تغير عالم الطب

ساعدت الهواتف الذكية وآلاف التطبيقات المتاحة في تحصيل أي فردٍ للمعرفة الطبية التي يحتاج إليها، ويقترح الدكتور توبول مفهومًا جديدًا “إضفاء الطابع الديمقراطي” على الطب، والذي يعني من خلاله أن المريض سيُخزِّن جميع معلوماته الطبية في هاتفه الذكي، وسيصير المُحرِّك لقرارته الطبية. ويُركِّز الدكتور توبول حول التغييرات الجذري التي ستحدث في الطب والتي ستنقل القوة من الطبيب إلى المُستهلِك/المريض.

ويتوقع دكتور توبول أنَّ الهواتف الذكية ستُوفِّر جميع البيانات الطبية المتعلقة بالمريض من السجلات الصحية والاختبارات المعملية والاختبارات التصويرية وأجهزة الاستشعار الحيوية المختلفة والدراسات الجينية وما إلى ذلك. فالمريض الآن مُسلَّح بجميع بيانات الرعاية الخاصة بهم جنبًا إلى جنب مع المعلومات من قواعد البيانات المركزية الضخمة، ما سيُتِيح لهم التحكم في معلوماتهم ومشاركة المعلومات مع الأطباء حسب الضرورة.

التشخيص بتقنيات دقيقة

تُتِيح الشركات الناشئة للأفراد الوصول إلى البيانات المختبرية والفحوصات التصويرية الخاصة بهم، ويُمكِن الآن استخدام الإلكترونيات الدقيقة مع أجهزة الموائع الدقيقة، إضافةً إلى الهاتف الذكي (الذي يحتوي على مُعالِج دقيق وشاشة) في هذا الغرض.

وستسمح شركات الجينوم المباشرة بحصول المستهلكين على ملفهم الجيني بتكلفة لا تتجاوز 100 دولار، كما يجري تطوير أجهزة استشعار مدمجة في مجرى الدم لمراقبة المؤشرات الحيوية لمختلف الأمراض وستكون متاحة تجارية قريبًا. وستنتقل أجهزة الكمبيوتر بين ملايين المقالات اليومية وآلاف المرضى المماثلين لإنشاء خطة العلاج المثالية، وسيكون المريض قادرًا على زيارة الطبيب على الفور مع توفُّر معلومات عن التسعير و درجة الجودة التي يُقدِّمها الطبيب أو المستشفى.

الطب الضخم المفتوح عبر الإنترنت (MOOM)

يتناول الدكتور توبول أيضًا مفهوًا مثيرًا للاهتمام وهو “الطب الضخم المفتوح عبر الإنترنت”، والذي يعني أنَّ آلاف الأفراد سيساهمون طواعية ببياناتهم الطبية والجينية في قاعدة بيانات ضخمة، والتي يمكن للمرضى والأطباء والباحثين كذلك من خلالها فحص المعلومات الصحية ونتائج العلاج من آلاف المرضى، بل والمساعدة في اتخاذ قرارات بشأن أفضل علاج لكل فردٍ على حدة، وإنتاج أبحاثٍ عالية الجودة.

ومع ذلك يُشكِّك دكتور توبول في مدى أمان إنشاء قاعدة بيانات ضخمة مثل هذه، فقد لا تكون آمنة تمامًا، ورغم أنَّ مفهوم قواعد البيانات مثير للاهتمام ويُوفِّر معلومات ضخمة للمرضى ومُقدِّمي الرعاية الصحية، إلَّا إنَّه لن يكون واقعيًا إلَّا بتوفُّر ضمانات أمنية أولًا.

طب النوم تخصص صاعد

يذكر الدكتور توبول أيضًا طب النوم وارتباطه بالعديد من هذه التغيرات الصاعدة، فبلا شك سيتطور تشخيص انقطاع النفس في أثناء النوم بدلًا من الاعتماد على دراسات النوم الباهظة الثمن والقائمة على المرافق.

فالتقدُّم التكنولوجي سيُوفِّر مزيدًا من الخيارات للدراسات المنزلية غير المراقَبة، وذلك باستخدام مجموعة متنوعة من المستشعرات المرتبة بالهاتف الذكي، مع إرسال النتائج إلى الطبيب لاسلكيًا. المفاجأة أنَّ عديد الشركات التجارية أنشأت تطبيقات يمكن تنزيلها على الهاتف الذكي، تُوفِّر بيانات لكل ليلة على حدة حول جودة نوم الإنسان إلى جانب بيانات أسلوب المعيشة الأخرى.

وفي المستقبل، سيتمكَّن المرضى من قياس التأكسج في أثناء النوم، أو استخدام تطبيقات دراسة النوم المحمولة التي تُوفِّر بيانات ليلية عن اضطراب التنفس في أثناء النوم ومدى فعالية العلاج الذي يتلقَّاه المريض.

الأفكار الرئيسة في كتاب “المريض سوف يراك الآن: مستقبل الطب بين يديك”

إذا أردنا إبراز أهم نقاط الكتاب بشيءٍ من الاستفاضة، فهي النقاط السبعة الآتية:

1. الوصول إلى المعلومات الطبية عبر الهواتف الذكية

أحدثت الهواتف الذكية ثورة في معظم أنشطة حياتنا، فبات الوصول إلى كمية هائلة من المعلومات أمرًا يسيرًا بشكلٍ غير مسبوق، كما أنَّ الهواتف الذكية متاحة لنحو 95% من سُكّان العالم، وهذا بلا شك سيكون له تأثير في الطب أيضًا.

قريبًا ستجعل الهواتف الذكية الطب المستقل ممكنًا؛ بمعنى أنَّها قد تساعد الناس في تشخيص أنفسهم، بل هناك بالفعل بعض الأدوات التي تُساعِد على ذلك، مثل: تطبيق Skinvision، الذي يُتِيح إرسال صورة لآفة جلدية إلى الطبيب، والذي يُحدِّد ما إذا كانت الآفة حميدة أم لا.

وهذه الصور هي مجرد البداية، فقريبًا ستحتوي الفحوصات المجهرية على تكبيرٍ قوي لدرجة تُمكِّننا من مسح أنفسنا بحثًا عن أنواعٍ مُعيَّنة من البكتيريا، فمثلًا يُشخَّص مرض السر عبر فحص عينة البلغم، وقريبًا سيتمكّن أي شخصٍ لديه هاتف ذكي من اختبار نفسه بحثًا عن مرض السل.

إضافةً إلى ذلك، فإنَّ الهواتف الذكية لها القدرة على إحداث تغييرات جذرية في القطاع الصحي في البلدان التي لا يسهل وصول المرضى فيها إلى الأطباء، فمثلًا في العام 2010 كان متوسط عدد الأطباء والمُمرّضين لكل 1,000 نسمة في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى 1.1 فقط، بينما كان في الولايات المتحدة 12.3.

أيضًا تُسهِم الهواتف الذكية في الوصول إلى أكبر قدرٍ ممكن من المعلومات الصحية، ففي العام 2013، كان لدى أكثر من 630 مليون شخص في إفريقيا هواتف محمولة، 93 مليون منها هواتف ذكية. وعلى سبيل المثال، يُرسِل مشروع Masiluleke في جنوب إفريقيا ملايين الرسائل النصية كل يوم لتشجيع الناس على إجراء اختبار فيروس العوز المناعي البشري/ الإيدز.

ولم يتوقَّف الأمر عند هذا الحد، بل كشفت شركة التكنولوجيا الحيوية “Nanobiosym” عن تقنية “Gene Radar”، وهي شريحة صغيرة تُوصَّل بالهاتف المحمول ويمكنها تحليل قطرة دم أو لعاب لمرض السل والملاريا وفيروس العَوز المناعي البشري، ومِنْ ثَمّ فهذه التقنية ستسمح للأشخاص بتشخيص أنفسهم بتكلفة أرخص عشر مرات من سعر السوق اليوم.

2. انتقال القوة من الأطباء إلى المرضى

اعتاد المرضى الاستماع دومًا إلى تعليمات الطبيب، لكن دوام الحال من المُحال، وقد يتغيَّر ذلك الأمر في المستقبل، فلطالما امتلك الأطباء سلطة طبية قوية للغاية، بل حتى أبقراط، الفيلسوف اليوناني القديم، قال إنَّ الأطباء يجب أن يُخفوا بعض المعلومات عن المرضى لصالحهم.

ولا تزال المعايير التي طُورّت مؤخرًا تعكس هذا الشعور، مثل: مُدوّنة الأخلاق للجمعية الطبية الأمريكية، والتي تنص على أنَّه يُسمَح للأطباء بعلاج المرضى ضد موافقتهم إذا مُنِعت هذه الموافقة طبيًا، فلا تزال “أوامر الطبيب” صاحبة القول الفصل في علاج المريض، وبالطبع لا يُحدِّد المريض علاجه بنفسه، بل يتّبع أوامر الطبيب، فهو لا يملك غير ذلك.

مع التقدُّم التكنولوجي، سيكتسب المرضى مزيدًا من القوة؛ إذ بإمكانهم الوصول إلى معلوماتهم الجينية، وبمعرفة الجينات، يُمكن اتخاذ قرارات طبية أدق، وقد فعلت أنجلينا جولي ذلك عندما قرّرت إجراء عملية استئصال ثديين، إذ علمت أنَّها مُعرَّضة لخطر الإصابة بسرطان الثدي وسرطان المبيض من خلال تحليل تاريخ عائلتها، وأكَّد ذلك تحليل جيني لدمها.

وقد وجدت أنَّ لديها فرصة بنسبة 87% للإصابة بسرطان الثدي؛ نتيجة طفرة جينية في BRCA1؛ لذلك قرَّرت إزالة كل الثديين بشكل استباقي، وهنا بات للمريض قوة أكبر في اتخاذ القرار العلاجي دون مشورة الطبيب استنادًا للبيانات الجينية مثلًا. بل إنَّ الشركة الأمريكية “23andMe” تُقدِّم بالفعل تقريرًا عن المتغيرات الجينية لعيِّنة لُعابك مقابل 100 دولار فقط.

3. التكنولوجيا قوة اقتصادية سوف تُعزِّز البنية التحتية الطبية

إثر التقدُّم التكنولوجي، فإنَّ خدمات الرعاية الصحية الافتراضية، مثل: “Doctor on demand” و”Teladoc”، تسمح للمرضى باستشارة الطبيب دون حاجةٍ إلى الانتقال من موضعه إلى مكانٍ آخر. وتكلفة المقابلة مثلًا على “Teladoc” هي نفس سعر الزيارة الشخصية للطبيب، لكن الخدمة الافتراضية مفتوحة 24/7، ولا يُوجَد وقت انتظار، وهو ما يُلائم المريض قطعًا عن الانتظار دقائق أو ساعاتٍ في بعض الأحيان عند زيارة الطبيب.

أيضًا سيُساعد التطور التكنولوجي في قضاء المرضى وقتًا أقل بكثير من المُعتاد في المستشفيات، بل لقد بدأ الانخفاض بالفعل، فمن العام 1975 وحتى 2013، انخفض العدد الإجمالي للمستشفيات في الولايات المتحدة الأمريكية من 7156 إلى 4995، فكثيرٌ من العلاجات التي كانت تتطلَّب إقامة في المستشفيات لعدة أيام، صارت تُقدّم في غضون 24 ساعة في العيادات الخارجية.

كذلك فإنَّ الهواتف الذكية ستُقلِّل الحاجة إلى زيارة المستشفيات، في ظل المراقبة عن بُعد “Remote monitoring”، وصناديق الدواء الذكية التي تتعقَّب استخدام المريض لدوائه، فهذا كله سيُمكِّن المريض من مراقبة صحته في المنزل.

والمثال الأبرز على ذلك هو مركز مونتيفيوري الطبي في نيويورك، فهو يحتوي على أحد عشر طابقًا، واثنتي عشرة غرفة عمليات، ولا يُوجَد أسِرّة؛ لأنَّه لا يحتاج أحد إلى البقاء هناك طوال الليل. والتكلفة باهظة للرعاية الصحية في بلد مثل الولايات المتحدة الأمريكية؛ إذ تتقاضى بعض المستشفيات 1200 دولار لكل 100 دولار من إجمالي تكاليفها، ويُهدَر 190 مليار دولار في التكاليف الإدارية كل عام.

4. نظام المعلومات الجغرافية البشري (Human GIS)

بات بمقدورنا الآن تخزين كميات هائلة من البيانات، وهذا بلا شك سيكون له أثره في القطاع الطبي، فالاتجاه الحالي نحو تطوير نوع من خرائط جوجل للبشر: نظام معلومات رسومي، أو نظم المعلومات الجغرافية، إذ تُركِّب طبقات متعددة من المعلومات على خريطة واحدة.

وتُستخدَم نظم المعلومات الجغرافية الآن بالفعل في تحليل زيارات المواقع الإلكترونية الطبية وبناء المعلومات بشأن المرضى في منطقة جغرافية مُعيَّنة، ويُتوقَّع في المستقبل التمكُّن من إنشاء نظام معلومات جغرافي بشري، يسمح للناس بتركيب أنواع مختلفة من المعلومات الطبية المهمة على خريطة رقمية. وهذه المعلومات تتضمَّن معلومات فسيولوجية، مثل: مُعدَّل ضربات القلب، ومعلومات جينية، مثل: الحمض النووي وطفراته، ومعلومات تشريحية، مثل: بنية العظام والأعضاء.

نظام المعلومات المختص بالفسيولوجية مُتطوّر الآن بالفعل، فبالإمكان مراقبة مُعدَّل ضربات القلب، وضغط العين باستخدام أجهزة استشعارٍ متاحة للشراء. لكن بعض الطبقات المعلوماتية الأخرى كالطبقة الجينية أعقد بكثير، فقد جُمّعت بالفعل كثير من المعلومات حول الجينات، وقد تعرَّف مشروع الجينوم البشري إلى أكثر من 90% من الحمض النووي البشري، وانخفضت تكلفة تسلسل الجينوم بدرجةٍ كبيرةٍ، ففي عام 2004 كلف 28 مليون دولار، وفي العام الماضي (2014) كلَّف أقل من 1,500 دولار.

يتكوَّن جينوم كل شخص من ما يقرب من 3.5 مليون مُتغيّر ولا يمكن تحديد ما يقرب من 19,000 متغير من هذه المتغيرات بالتكنولوجيا الحديثة؛ لذلك إدماج المعلومات الجينية في نظام المعلومات الجغرافية البشري عسير للغاية.

5. سوف تتحسُّن الرعاية الصحية بشكلٍ جذري

ماذا سنفعل بالمعلومات الجديدة القادمة من نظام المعلومات الجغرافية البشري؟ هذا النظام يُتِيح كثير من الطرق العلاجية الجديدة، فالطبقة الفسيولوجية ستُساعد في تتبُّع الأعراض، مثل: مراقبة ممرَّات الهواء للطفل المُصاب بالربو، باستخدام أجهزة الاستشعار الحيوية. وهذا يساعد أبوي الطفل في التنبؤ بموعد الإصابة بنوبة الربو التالية، حتى يُوفِّروا جهاز الاستنشاق للطفل في الوقت المناسب.

أمَّا الطبقة الجينية فستُساعد في الوقاية من الأمراض، وهي بمثابة تحذير للوالدين بالنسبة إلى أطفالهم، حيث أنَّ معظم الأمراض لها خلفية وراثية. على سبيل المثال فإنَّ 1 من كل 40 إنسان مُهدّد بالإصابة بالتليُّف الكيسي (cystic fibrosis)، و1 من كل 35 إنسان يحمل جينات تُعرِّضه لضمور عضلي نخاعي المنشأ (Spinal muscular atrophy).

وإذا علم الزوجان خطورة انتقال مرضٍ ما إلى أطفالهم، فقد يتّخذان سبل الوقاية الملائمة إن أمكن، أو يتخذان خيارات أخرى كالانفصال عن بعضهما البعض أو التبنّي أو غير ذلك. وسيتّسع نطاق العلاج الطبي المتاح أكثر مع دمج نظام المعلومات الجغرافية البشري مع البيانات الضخمة، ما يُحسِّن العلاج على صعيد بعض المجالات، مثل: علاج السرطان، فحسب الخريطة الجينية الخاصة بالمرء، يُمكِن تحديد أفضل طريقة لعلاج السرطان الذي أصابه هو بدقة.

6. سنتمكن من التنبؤ بمعدلات انتشار الأمراض من خلال قاعدة البيانات الضخمة Big Data

من الصعب الشفاء من الأمراض المزمنة، فالعلاج يُركِّز على تخفيف الأعراض التي قد يُعانِيها بعض المرضى ما بقي من عمرهم، وفي الواقع تستنزف الأمراض المزمنة الموارد الطبية، فنحو 80% من 3 تريليونات دولار تُنفَق على الرعاية الصحية كل عام في الولايات المتحدة تذهب إلى الأمراض المزمنة. ومع توفُّر قاعدة بيانات ضخمة، فمن المُمكن الوقاية من الأمراض المزمنة والتنبؤ بها، وفي الحقيقة قد بدأ التنبؤ ببعض الأمراض؛ إذ توقعت خوارزمية كمبيوتر تُسمى “Healthmap” تفشي فيروس إيبولا في غرب إفريقيا عام 2014 قبل 9 أيام من تنبؤ منظمة الصحة العالمية بذلك.

7. خطورة البيانات الطبية إن وقعت في الأيدي الخطأ

رغم الفوائد القيِّمة للبيانات الطبية ومساعدتها مستقبلًا في تقدُّم العلاج وطرق التشخيص، لكن هذه البيانات قد تكون عُرضةً للسرقة واستخدامها للحصول على علاجاتٍ مُعيَّنة، أو قد يستخدم آخرون معلومات التأمين الخاصة بك لدفع تكاليف علاجهم أو علاج أشخاصٍ آخرين.

هذه سلبيات مُتوقَّعة رغم التقدُّم التقني، فقد انُتهِك 68 سجلًا طبيًا أمريكيًا منذ عام 2009، ويسهل للمحترفين القيام بذلك بعدة طرق، مثل: الدخول إلى قواعد بيانات المستشفى، أو سرقة الأجهزة التي تحتوي على البيانات الطبية المُخزَّنة.

وهناك مخاوف أيضًا بشأن خصوصية المعلومات الجينية، فقد تستخدمها شركات التأمين في التمييز ضد الأشخاص الذين لديهم استعداد للإصابة بالأمراض المزمنة من خلال رفض توفير التأمين الصحي لهم، وقد سنت الولايات المتحدة بعض القوانين التي تمنع شركات التأمين من الوصول إلى المعلومات الجينية.

الاستماع للكتاب صوتيًا عبر يوتيوب

مختصر عن كتاب المريض سوف يراك الآن: مستقبل الطب بين يديك

سلَّط الكتاب الضوء على شكل مهنة الطب في المستقبل في ظل تقدُّم تقني هائل لا يفتر لحظة، وهو مهم للأطباء للتنبؤ بمستقبل ممارستهم المهنية ومواكبة هذه التغيرات التقنية المتسارعة؛ كي لا تحل التقنية محلّهم، فمع استخدام الناس للهواتف الذكية، وتطوُّر تطبيقاتها الصحية التي تُساعِد اليوم في التشخيص ومراقبة العلامات الحيوية، قد يتخلَّى بعض المرضى عن استشارة الطبيب، كما أسهمت التقنية الحديثة في التنبؤ بالأمراض من خلال معرفة الخريطة الجينية للإنسان.

ورغم سهولة الوصول إلى المعلومات الطبية وتحسُّن الرعاية الصحية المتوقع، وتراجُع العبء الاقتصادي مع هذا التقدُّم التقني إلَّا إنَّ بيانات المرضى قد تكون عُرضةً للسرقة أو الاستخدام السيئ من قبل بعض الناس، هذا فضلًا عن مدى خصوصية البيانات في وجود شركاتٍ ترعاها؛ لذلك قد يكون مدى الأمان المتوفر للبيانات الطبية هو الحاجز عن الغزو التقني المهول، فإن توفَّرت الحماية المناسبة، فرُبَّما يمكننا تحصيل نتائج مذهلة على صعيد الرعاية الصحية والممارسة المهنية للطبيب باستخدام التقنيات الحديثة.

مرحبًا! أنا سمر أحمد

مدير الاستشارات التسويقية في أبر مدك

مرحبًا! أنا سمر أحمد

مدير الاستشارات التسويقية في أبر مدك

نحن نرحب بطلبات التواصل وعلى استعداد لعمل اجتماع تحضيري لمناقشة سبل التعاون

    أختر الخدمات المهتم بها

    خدمات أبر مدك

    تهيئة المواقع لمحركات البحث SEO

    تحويل موقعك الإليكتروني إلى أداة نجاح بالصعود لمقدمة نتائج البحث بدون إعلانات

    تطوير المواقع الإليكترونية

    احصل على موقع إلكتروني جميل وفعال في التسويق بتكنولوجيا متقدمة وأداء سريع

    تطوير تطبيقات الجوال

    نجعلك على تواصل مستمر مع جمهور عند تطوير تطبيق جوال يحتوي إمكانات تقنية متقدمة

    التسويق في منصات التواصل

    كتابة وتصميم ونشر المحتوى وإدارة الإعلانات بكفاءة في كل منصات التواصل الاجتماعي

    تصميم الشعارات والهوية البصرية

    نصمم لك لوقو جذاب وملفت أو نعيد تصميم هويتك البصرية الحالية

    أول شركة متخصصة في التسويق والتقنية لقطاع الصحة​

    العمل مع أبر مدك ممتع وفعال، لأننا نضع الابتكار في قلب أنشطتنا، ونبتنى أهداف العميل ونندمج مع رؤيته لنحققها ونطورها. وبشهادة عملائنا؛ المنشآت والمؤسسات العاملة بقطاع الرعاية الصحية تستطيع الاعتماد علينا في شراكة فعالة في التسويق والتقنية.

    العيادات

    المستشفيات

    شركات الأجهزة الطبية

    الصيدليات

    الشركات البيطرية

    منصات التعليم الطبي

    أول شركة متخصصة في التسويق والتقنية لقطاع الصحة​

    العمل مع أبر مدك ممتع وفعال، لأننا نضع الابتكار في قلب أنشطتنا، ونبتنى أهداف العميل ونندمج مع رؤيته لنحققها ونطورها. وبشهادة عملائنا؛ المنشآت والمؤسسات العاملة بقطاع الرعاية الصحية تستطيع الاعتماد علينا في شراكة فعالة في التسويق والتقنية.

    العيادات

    المستشفيات

    شركات الأجهزة الطبية

    الصيدليات

    الشركات البيطرية

    منصات التعليم الطبي

    مقالات متميزة عن التسويق والسيو SEO والإعلانات وبناء خطط تسويق متكاملة والتعامل مع مشاكل الإعلانات وتنفيذ الحملات الدعائية بكفاءة وبشكل متخصص لقطاع الصحة

    ننشر موضوعات تهم الأطباء لتطوير حياتهم المهنية ومناقشة الصعوبات والفرص في مقالات دورية مفيدة لآلاف الأطباء في السعودية ومصر والإمارات وكل الوطن العربي

    Scroll to Top

    اطلب مكالمة هاتفية من أبر مدك

    هذا النموذج مجاني ولا يؤدي للاشتراك في أي خدمة ولا خصم من رصيد الجوال

      تنزيل ملف أعمالنا

      حمل ملف أعمالنا لشركة أبر مدك بصيغة PDF قابل للطباعة، يحتوي على:

        Step 2

        ابدأ الشات
        👋 أهلًا بك
        أهلًا بك 👋

        أبر مدك شركة متخصصة في التسويق لقطاع الصحة، نعمل منذ ٢٠١٧ مع مئات العملاء في السعودية ومصر والإمارات.

        تريد معرفة المزيد عن خدماتنا؟