قد يُفضِّل بعض أصحاب الأعمال أو المؤسسات الطبية شراء المتابعين لتعزيز الظهور والعلامة التجارية في أقصر وقت، لكن هذه الزيادة قد تكون وهمية، خاصةً أنّ هؤلاء المتابعين قد لا يتفاعلون مع منشوراتك أو ما تُقدِّمه، بل إنّ نسبة التفاعل مع المنشورات قد تكون دون المُتوقّع بالنسبة إلى عدد متابعي حسابك، ما قد يطرح علامات استفهام بالنسبة للمتابعين الحقيقيين حول موثوقية هذا الحساب ومصداقيته، ومِنْ ثَمّ هل ينبغي حقًا شراء المتابعين؟ وما هي البدائل المطروحة؟
هل ينبغي شراء متابعين إنستجرام وفيسبوك وتويتر؟
لا يُفضَّل شراء متابعين على إنستجرام أو فيسبوك أو تويتر، فهؤلاء ليسوا متابعين حقيقةً، بل على الأرجح متابعين وهميين، ومن يرغب في أن يكون متابعوه مُزيّفين؟ فيما يلي الأسباب المختلفة وراء عدم تفضيل شراء المتابعين لنجاح نشاطك الترويجي:
1. المتابعون المُزيّفون لا يتفاعلون مع حسابك
لن يتفاعل المُتابعون الذين اشتريتهم مع حسابك، فهم ليسوا أشخاصًا حقيقيين، بل حسابات روبوتات مُزيَّفة، وهذا مهم لأي شخصٍ مؤثر في مجاله على منصات التواصل الاجتماعي، وتتأكَّد أهمية ذلك في القطاع الطبي الذي يعتمد على الموثوقية بشكلٍ كبير.
فأي شخصٍ يختار العمل مع المُؤثِّرين على منصات التواصل الاجتماعي سيتحقَّق منه قبل أن يُقرِّر العمل معه، فإن كُنت تريد أن تُصبِح مؤثرًا “influencer”، فينبغي أن يتفاعل معك متابعيك، فما داموا لا يتفاعلون معك، فأنت لا تؤثر فيهم بأي حالٍ من الأحوال. وبالمثل، إذا قمت بتشغيل حساب علامة تجارية، فلن تجني أي نفعٍ من متابعين لا يتفاعلون مع منشوراتك مطلقًا، فعلى الأقل أنت ترغب من المتابعين إلقاء نظرة على منشوراتك حتى لو لم تُعجِبهم أو لم يشاركوها، فكيف السبيل إلى ذلك بينما المتابعون مُزيّفون غير حقيقيين؟
2. عدم مطابقة نسب المشاركة والتفاعل مع الحسابات الحقيقية
ليس صعبًا تحديد الحسابات التي مُعدّل التفاعل عليها أقل من غيرها من الحسابات الأخرى التي قد تحمل نفس عدد المتابعين أو قريبًا منه.
وقد حُلِّلت حسابات 2 مليون مؤثر على إنستجرام، ثُمّ اكتُشف ما يلي:
- نسبة التفاعل أقل من 8% لمن لديهم أقل من 1,000 متابع.
- متوسط نسبة التفاعل 4% لمن لديهم 1,000 – 10,000 متابع.
- متوسط نسبة التفاعل 1.8% لمن لديهم 100,000 – مليون متابع.
- متوسط نسبة التفاعل 1.7% لمن لديهم أكثر من مليون متابع.
رغم أنَّ هذه الأرقام تقريبية، فإنَّ الحسابات التي تحمل عدد متابعين كبير ونسبة تفاعل تختلف بنسبةٍ كبيرة عن المذكور، تُعدّ غير موثوقة بدرجة كبيرة في نظر المتابعين الحقيقيين. وعلى النقيض من ذلك فإذا اشتريت الإعجابات مثلًا، فيمكن أن يُعزِّز ذلك إحصائيات التفاعل الخاصة بك خارج القيم المذكورة بنسبةٍ كبيرةٍ أيضًا، ما يجعل الحساب مريبًا بعض الشيء للمتابعين الحقيقيين.
وثمّة طريقة أخرى لكشف التفاعل المُزيَّف مع المنشورات، وهي مقارنة نسبة التفاعلات (اللايك أو الإعجاب) بالتعليقات، فرغم عدم وجود قيمة مُعيَّنة مفترض أن تكون بها هذه النسبة، لكن كثرة الإعجابات مع قلة التعليقات على سلسلة من المنشورات يُوحِي بأنّ هذه الإعجابات مُشتراة وغير حقيقية.
وهذا كُلّه يُوحِي للمتابع الحقيقي بعدم موثوقية وجدّية العلامة التجارية أو الحساب الذي يُتابِعه، ما قد يُذهِب بجمهورك الحقيقي من بين يديك دون أن تدري.
3. الروبوتات هي من تُعلِّق على منشوراتك
نعم، قد تحصل على تعليقات من المتابعين المُزيّفين، لكنّها تختلف تمامًا عن التعليقات المُتوقّعة جراء منشورك، فقد تكون هذه التعليقات ليس لها أي علاقة بالمحتوى الذي تنشره لا من قريب ولا من بعيد. وأحد الأساليب الشائعة لحسابات الروبوتات هي الإدلاء بتعليقات عامة على المنشورات، وقد لا تكون قادرًا على التمييز بين ما إذا كان التعليق حقيقيًا أم مزيفًا، لكن ما قد يكشف هذه التعليقات العامة أنَّها لا تُناسِب بعض ما تنشره على حساباتك.
4. شراء المتابعين جالب للبريد العشوائي معهم
صحيح أنَّ العديد من المتابعين الذين اشتريتهم مُزيّفين، فإنّ بعض هؤلاء المتابعين هم واجهة البريد العشوائي، وعبر شراء هؤلاء المتابعين، فإنَّك تُعرِّض حسابك لسيلٍ جارفٍ من البريد العشوائي.
وقد لا يختص ذلك بحسابات التواصل الاجتماعي فقط، فإذا قدّمت عنوان بريدك الإلكتروني لمّا اشتريت الحسابات، أو حتى وضعته في ملف تعريف حسابك الشخصي، فقد أعطيتهم عنوان بريدك الإلكتروني على طبقٍ من ذهب؛ لإزعاجك برسائل البريد العشوائي. الخبر السيئ أنَّ مرسلي البريد العشوائي المزعجين لهم القدرة على الوصول إلى متابعيك لإرسال رسائلهم إليهم، وقد يتبعها بعض متابعيك للأسف، وعندما يكتشفون حقيقية هذه الحسابات، فقد يلغون متابعتك، وتخسر جمهورًا لم تتوقّع خسارته.
5. وسائل التواصل الاجتماعي ترصد عمليات شراء المتابعين وتعاقبها
تُجرَى تحديثات باستمرار لوسائل التواصل الاجتماعي، وهي ترغب في نهاية المطاف أن يتمتّع أعضاؤها بتجربة جيدة؛ لذا فإنّ منصات التواصل الاجتماعي تُخلِّص نفسها من الحسابات المُزيّفة بانتظام، فهم يمتلكون الخبرة اللازمة للعثور على الحسابات المزيفة، ويعرفون العلامات التي تدل عليها بدقة. لذا قد تفرح مؤقتًا بشراء المتابعين، لكن ماذا لو انخفض عددهم كثيرًا بعد فترة وجيزة إثر حذف وسائل التواصل الاجتماعي لهم؟
لا تُشجِّع منصات التواصل الاجتماعي شراء المتابعين، فهي لن تتخلّص منهم بعد فترةٍ فقط، بل إنّ ذلك مُضاد لشروط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فلهم الحق في تعليق الحسابات المُشاركة في شراء المتابعين المُزيّفين، وهذا سيُضيع مصداقية حسابك بين المتابعين الحقيقيين بكل تأكيد. وقد تُحذِّرك وسائل التواصل الاجتماعي، مثل إنستجرام، للمرة الأولى عندما تكتشف ذلك الأمر، لكنّهم لن يكتفوا بالتحذير في المرة الثانية بلا شك.
عليك أن تسأل نفسك لماذا ترغب في شراء متابعين؟ فهؤلاء الأشخاص، سواء أكانوا حقيقيين أم مزيفين، فلن يُنفقوا أموالهم في زيارة مركزك الطبي أو عيادتك أوالحصول على مُنتجاتك عمومًا، كما لن يُحِيلوا غيرهم من الناس إليك، ومِنْ ثَمّ فلن تستفيد كثيرًا ماليًا من زيادة أعداد مُتابعيك بطرقٍ غير مضمونة.
دراسة حالة لعملية شراء متابعين أضرت بأنشطة التسويق
أنشأت “AdEspresso” ثلاث صفحات على فيسبوك؛ لاختبار ذلك (علاقتهم العميقة بالمتابعين)، وفي الصفحة الأولى استخدموا إعلانات فيسبوك، أمَّا في الصفحة الثانية والثالثة فقد قاموا بشراء إعجابات فيسبوك المزيفة.
جديرٌ بالذكر أنَّ تكلفة شراء الإعجابات 0.01 دولار أمريكي لكل إعجاب أقل كثيرًا من إعلانات فيسبوك التي يُكلِّف الإعجاب فيها 0.08 دولار أمريكي. لكن هل شراء الإعجابات أو متابعي فيسبوك رخيصًا ويُوفِّر الميزانية حتى لو لم يتعامل المتابعون مع منشوراتك فعليًا على منصة فيسبوك؟ لم تنتهِ القصة هنا.
الصفحة الأولى التي عملت من خلال إعلانات فيسبوك اكتسبت 152 تعليقًا، بينما أدّى شراء المتابعين في الصفحة الثانية إلى صفر تعليق. وفي النهاية المطاف، قدّمت صفحة فيسبوك التي لديها متابعون بقيمة 0.01 دولار أمريكي لكل إعجاب، تفاعلًا إجماليًا قدره 20 تفاعلًا، بينما الصفحة التي استخدمت إعلانات فيسبوك، باتت أكثر نجاحًا بإجمالي تفاعلات وصل إلى 4846، ما يعكس العلاقة الوثيقة التي بُنِيت مع المتابعين والتي لا تتضمّن حسابات مُزيّفة.
كيف يتعرف الناس على المتابعين المزيفين في تويتر (X)؟
عندما يبدأ الأشخاص لأول مرة في إنشاء حساب على تويتر (X)، فغالبًا ما يُتابعون الحسابات التي تابعتهم، ورغم أنّ هذه الممارسة مشكوك فيها من منظور تسويقي (لأنّك لم تكسب متابعًا من خلال منشوراتك أو منتجاتك كما سيتضح)، فإنّ كثيرًا من الشركات ومستخدمي تويتر يُتابِعون متابعيهم لكسب مزيدٍ من الأشخاص بسرعة.
لذا قد تُتابِع العديد من الشركات أو المؤسسات الصحية حسابات مزيفة عن غير قصد بهذه الكيفية، وتحدّ الحسابات المزيفة من قدرتك على زيادة عدد من يُتابعونك، فبمجرد أن تُتابِع 2000 شخص على تويتر، لا يمكنك متابعة المزيد من الأشخاص، حتى تُصبِح نسبة المتابعين إيجابية (مثلًا تُتابِع 2092 مقابل 2146 يُتابِعونك).
ومن الطرق التي تتمكّن من خلالها من معرفة الحسابات المزيفة كي لا تُتابعها أنّها:
- خالية من الصور.
- لم تُغرّد منذ أكثر من شهر.
- عدد قليل من التغريدات.
- عدد قليل من المُتابعين.
كيف تزيد عدد المتابعين دون حاجةٍ إلى شراء متابعين؟
بعيدًا عن شراء المتابعين والوقوع في مخالفات لشروط الخدمات المُقدّمة من وسائل التواصل الاجتماعي، والتعرّض لاحتمال إيقاف حسابك، يُمكِن زيادة عدد المتابعين من خلال:
1. نشر محتوى ذي جودة عالية باستمرار (High-quality content)
باختصار أعطِ المُتابعين سببًا منطقيًا كي يتابعوك ويُرشّحوا حسابك لغيرهم، وذلك من خلال نشر محتوى قيّم بانتظام، فبكتابة منشورات قيّمة أو نشر صور أو فيديوهات تُفِيد المتابعين، تُعزِّز الثقة معهم، وتبني أسلوب حسابك الفريد الذي يُميِّزه عن الحسابات الأخرى.
2. ريلز إنستجرام (Instagram reels)
تزيد ريلز إنستجرام من فرص وصول المنشور إلى ما هو أبعد من الجمهور الذي يُتابِع حسابك، ما يفتح الباب أمام جذب أشخاصٍ آخرين أو اكتساب متابعين جُدد مِمّن يتفاعلون مع فيديوهات شبيهة بما تنشره. يُمكِن بالبدء بتسجيل مقطع فيديو بسيط باستخدام ريلز إنستجرام مع إضافة بعض الهاشتاجات المُعبِّرة عن المحتوى الذي تُقدِّمه أو أن يكون من الهاشتاجات الشائعة التي يبحث عنها الناس. ولو لم ترى ارتفاعًا فوريًا في عدد المتابعين، فلا بأس، فقط استمر في النشر وراقب عدد الأشخاص الذين يُشاهِدون المحتوى الذي تُقدِّمه، وحتمًا سيتحوّل جزءٌ منهم إلى متابعين جُدد بمرور الوقت.
3. استخدام الهاشتاجات (Hashtags)
الهاشتاجات من الطرق المُختصرة للوصول إلى جمهورك، فيُمكِنك عرض تحديثات ما بشأن موضوع يهمه، مثل #أحدث_طرق_علاج_السمنة، وهذا يزيد من فرص ظهورك في موجز الأخبار “newsfeeds” للأشخاص الذين لم يروا مُحتواك من قبل، وهو ما يعني اتساع رقعة المُتابعين.
لكن لا تكتب الهاشتاجات بطريقة عشوائية، بل ينبغي أن يكون ذلك باستراتيجية تتضمّن استهداف جمهورك بدقة، ويُفضّل استخدام 3 – 5 هاشتاجات على إنستجرام بشرط أن يكونوا مرتبطين بما تتحدّث عنه، ويُمكِن استخدام حتى 30 هاشتاج في التعليق الأول لمنشورك، فهذا يُعزّز الظهور. أمّا في تويتر فلا يُفضّل أن تتجاوز الهاشتاجات 2 في المنشور الواحد، وفي فيسبوك فالأفضل 2 – 3 هاشتاجات، ويُمكِن إيصالهم إلى 5 هاشتاجات للمنشورات الطويلة.
4. التفاعل مع المستخدمين الآخرين (Engagement)
التفاعل مع المستخدمين الآخرين لمنصات التواصل الاجتماعي أحد طرق زيادة المتابعين، سواء كان ذلك بالإعجاب أو التعليق أو المشاركة، وعمومًا تُشجّع خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي على التفاعل، فكُلّما تفاعلت مع غيرك، زاد تفاعل الناس معك، ومِنْ ثَمّ زاد ظهور محتواك في موجز الأخبار، وصار حسابك أكثر بروزًا من ذي قبل.
5. استخدام القصص (Stories)
ينتظر كثيرٌ من الجمهور القصص Stories بفارغ الصبر ويُشاهِدون الفيديوهات الواحدة تلو الأخرى على شاشاتهم، ما يجعل القصص من أفضل سبل نمو الحساب وزيادة عدد المتابعين، فمثلًا يطّلع نحو 500 مليون حساب إنستجرام على القصص كل يوم، وهو ما يُمثِّل 86.6% من المُستخدِمين، ومِنْ ثَمّ فنشر القصص يُعزِّز التفاعل مع حسابك وما تنشره بلا شك.
6. أضِف صورًا مع منشورات فيسبوك
يُفضِّل مُستخدِمي فيسبوك رؤية صورٍ مع المنشورات، بل يُفضَّل أن تنشر صورًا بدلًا من كتابة نص في المنشور، وقد أثبتت دراسةٌ من قِبل “Hubspot” أنَّ الصور في فيسبوك تحصل على إعجابات أكثر بنسبة 53%، وتحصد تعليقات أكثر بنسبة 104%. وكُلّما زاد التفاعل مع منشوراتك على فيسبوك، زادت فرص إظهار فيسبوك لها لمتابعيك أكثر من غيرها من المنشورات، وهذا يسمح لحسابك بالنمو وإنشاء علاقات طويلة الأمد مع المتابعين الحقيقيين.
ملخص عن ضرر شراء المتابعين المزيفين
قد يرغب بعض الناس في شراء المتابعين لإظهار أنفسهم سريعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن هذا وإن أدّى إلى زيادة عدد المتابعين، فمعظمهم غير حقيقي، كما أنّ ذلك يُضعِف ثقة المتابعين الحقيقيين بحسابك، وإنّما ينبغي متابعة النشر بانتظام على حسابك، وتقديم محتوى فريد مع التفاعل مع المستخدمين الآخرين، واستخدام الهاشتاجات المناسبة، ولم لا تصنع فيديوهات قصيرة في القصص Stories أو ريلز إنستجرام أيضًا؟