ليس من السهل على المستشفيات أو العيادات الطبية تحقيق ربح مجزى في نهاية العام، وذلك لما يواجهها من تحديات عديدة منها المصاريف الإدارية، وانخفاض نسبة المدفوعات مما يؤثر علي نسبة الأرباح السنوية للمستشفى.
ستكون مقالتنا استكشافًا لطرق تقليل المصروفات دون التنازل عن جودة الرعاية، وسنستعرض خلال هذا المقال مجموعة من الحلول المبتكرة والمُلهمة التي تتيح لأصحاب المستشفيات والعيادات تحقيق التوازن بين زيادة الأرباح وتقليل المصاريف مع المحافظة على الجودة العالية.
ما هي طرق تقليل المصاريف وزيادة الأرباح في المستشفيات؟
هناك العديد من الطرق والوسائل التي قد تسهم في تخفيض المصاريف العامة بالمستشفى كما تساعد على زيادة الأرباح على المدى الطويل، جمعنا لك في هذه الفقرة أبرز الطرق التي تمكنك من هذا، وهي الآتي:
1. تحسين الكفاءة التشغيلية
تُعرف الكفاءة التشغيلية بأنها مدى كفاءة أداء العمليات داخل المستشفى. يُمكن تحسين الكفاءة التشغيلية من خلال تقليل الهدر وتحسين العمليات، وهذا بدوره يؤثر على تحقيق نسبة أكبر من الأرباح وذلك من خلال هذه الخطوات:
- إعادة جدولة العمليات: حيث يتم إعادة ترتيب العمليات الجراحية طبقًا لمدى أهميتها وتوجيه مساراتها بشكل أفضل دون إهدار الموارد الخاصة بها.
- استخدام الوسائل الحديثة: حيث يمكن استخدام التكنولوجيا الحديثة في تبسيط العمليات، واستبدال بعض المعدات بأخرى قد تكون أقل في التكلفة.
- التحكم في التكاليف الطبية: يمكن للمستشفيات التحكم في التكاليف الطبية من خلال التفاوض بشأن أسعار الأدوية والمعدات الطبية والخدمات الأخرى.
- إدارة الموارد البشرية: يمكن للمستشفيات التوفير من هذا البند من خلال توظيف الأفراد المناسبين وتوفير مصاريف التدريب والتطوير.
- البحث عن فرص لزيادة الإيرادات: يمكن للمستشفيات البحث عن فرص لزيادة الإيرادات من خلال تقديم خدمات جديدة أو توسيع نطاق الخدمات الحالية.
- الاستعانة ببعض الأنظمة الحديثة في إدارة المستشفيات: ومنها أنظمة إدارة المعلومات الصحية ( EHRS) أو أنظمة إدارة العلاقات العامة ( CRM).
2. إدارة التكاليف البيئية
تُعرف إدارة التكاليف البيئية بأنها عملية تهدف إلى تحسين كفاءة استخدام الموارد الطبيعية وخفض النفايات. ويمكن للمستشفيات والعيادات الطبية الاستعانة بإحدى الإدارات المنوطة بخفض التكاليف الطبية، وأيضًا تساعد في الحد من نسبة الهدر المتعلق بالطاقة والمياه والموارد الأخرى دون المساس بجودة الخدمة الطبية ومن أبرز هذه الطرق:
- التفاوض على الأسعار: مثل أسعار المعدات الطبية أو الأدوية الموجودة في المستشفى، حيث يحدث هذا التفاوض للوصول إلى أفضل الأسعار الممكنة لهذه الموارد وهذا يساعد في خفض نسبة المدفوعات.
- تحسين ممارسة إدارة المخزون: وهذا يحدث من خلال التأكد من صلاحية المواد الطبية بشكل دوري ومدى توفرها في المخزون قبل طلب موارد جديدة.
- تحسين كفاءة الطاقة: يمكن للمستشفيات تقليل استهلاك الطاقة من خلال تركيب تقنيات كفاءة الطاقة، مثل المصابيح الموفرة للطاقة وأنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء المحسّنة.
- تحسين كفاءة المياه: وذلك من خلال تركيب أدوات ترشيد المياه، مثل الصنابير والحنفيات الموفرة للمياه.
- التأكد من التشخيص السليم لكل مريض قبل البدء بخطوات العلاج ومحاولة طرح خطط علاجية جديدة أقل في التكلفة المادية.
العوامل التي قد تؤثر على أرباح المستشفيات
تؤثر العديد من العوامل على الأرباح السنوية للمستشفيات ومن أهمها:
- التكلفة: كلما ارتفع مستوى الخدمة المقدمة من المستشفى تزداد التكلفة العامة لكل إجراء طبي يتم تقديمه.
- العوامل الاقتصادية: قد تؤثر التغيرات الاقتصادية على الأرباح المالية مثل تغير الأسعار بشكل كبير خاصةً أسعار الأدوية والمعدات الطبية.
- الأجور: قد تؤثر الأجور الخاصة ببعض العاملين في المستشفى مثل الكوادر الطبية من أطباء ذوي خبرة ومهارة كبيرة أو طاقم التمريض ذو مستوى عالي من الكفاءة المهنية.
- الإيراد السنوي للمستشفى: كلما زاد نسبة الإيراد السنوي يزيد الربح السنوى وهذا يعتمد على تطبيق معايير الجودة للوصول إلى أكبر عدد من الجمهور المستهدف.
- التكنولوجيا: يمكن أن تؤدي التطورات التكنولوجية في الرعاية الصحية، مثل الأدوية الجديدة والتقنيات الجراحية إلى زيادة التكاليف بالنسبة للمستشفيات وهذا يؤدي ذلك إلى انخفاض الأرباح.
- المنافسة: يمكن أن تؤدي المنافسة المتزايدة من المستشفيات الأخرى إلى انخفاض الأسعار وزيادة التكاليف، مما يؤدي إلى انخفاض الأرباح.
- التأمين والدفعات المتأخرة: وجود عدد كبير من المرضى المؤمن عليهم والتي يتأخر دفع مصروفاتهم من شركات التأمين الصحي سوف يؤثر بالسلب على تدفق التدفق النقدي والأرباح.
- بعض القيود التي قد يفرضها النظام الحكومي من لوائح وقوانين على الأسعار والخدمات المقدمة من قبل المستشفيات.
خطوات لتقليل المصاريف وزيادة الأرباح للمستشفيات
إن مشكلة انخفاض الأرباح السنوية للمستشفيات من أكثر المشاكل التي قد تواجهها إدارة المستشفيات، لذلك هناك العديد من الخطوات الرئيسية التي تتخذها الإدارة لتحقيق زيادة أعلي في الأرباح ومنها:
المعرفة الكافية بالتكاليف الاستراتيجية الخاصة بالمستشفى
وضع الخطة الاستراتيجية المسبقة الشاملة بكل التكاليف المالية الخاصة بالمستشفى وعمل دراسة جدوى شاملة عنها، والتوقعات المستقبلية للتكاليف المالية التي تتحملها المستشفى مع اعتبار تضارب الأسعار الوارد حدوثها خلال العام المالي سوف يُقلل كثيرًا من المصاريف.
عمل مراجعة مالية شاملة لكل التكاليف المالية
يُفضل عمل مراجعة شاملة على التكاليف السنوية للمستشفى في فترات مختلفة وذلك لوضع آلية عمل جديدة تساعد في تقليل المصاريف وزيادة الأرباح.
استخدام التكنولوجيا الحديثة
قد تساعد وسائل التكنولوجيا الحديثة في زيادة نسبة الأرباح وذلك عن طريق اتباع الخطط التسويقية الحديثة مثل الإعلانات التجارية في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وهي تعمل على جذب عملاء جدد وهذا بدورة يزيد نسبة الأرباح الخاصة بالمستشفيات.
الاستعانة بالخبرات والكفاءات العالية
يساعد وجود خبرات عالية في المجالات المختلفة من الخدمات التي تقدمها المستشفى على جذب عملاء جدد، وأيضًا الكفاءات العالية في علم إدارة المستشفيات تسهم في وضع خطط وبرامج عمل استراتيجية في كيفية تقليل التكاليف وزيادة الأرباح.
كيف تقلل التكلفة العالية للمستشفى دون التضحية بجودة الرعاية الصحية؟
قد يحدث تضارب بين آلية تقليل المصاريف للمستشفى وتأثيرها على جودة الرعاية الصحية، حيث قد يعتقد بعض المدراء أن تقليل المصاريف يؤثر بالسلب على جودة الخدمة الصحية المقدمة للمريض، ولكن هناك بعض الخطوات التي قد تساهم في تقليل المصاريف دون التأثير على الرعاية الصحية ومنها:
- استخدام مصادر صديقة للبيئة: مثل استخدام مصادر للإضاءة موفرة للطاقة مثل مصابيح LED ومصادر الطاقة المائية التي تساعد على ترشيد استهلاك المياه.
- خفض تكاليف المعدات الطبية: البحث عن معدات طبية منخفضة التكاليف، أو محاولة استبدال بعض المعدات بأخرى أقل في التكلفة وأكثر ترشيدًا في استهلاك الكهرباء.
- نظم السجلات الطبية الإلكترونية: استخدام أنظمة سجلات طبية إلكترونية هام للغاية فهي تساهم في تقليل الأخطاء وتحسين التكاليف.
نصائح لزيادة نسبة أرباح المستشفى
هناك بعض النصائح التي قد تساعد على زيادة أرباح المستشفى ومنها:
- استخدام الذكاء الاصطناعي: وتوفير خدمة استشارة الطبيب عن بعد، مثل هذه الخدمات الجديدة تعمل على جذب مرضى جدد.
- زيادة الجمهور المستهدف: العمل على زيادة عدد المرضى في المستشفى هو أكبر الأهداف التي تزيد من الأرباح, وهذا يحدث من خلال استخدام الخطط التسويقية المختلفة خلال وسائل التواصل الاجتماعي والوسائط الرقمية المتعددة.
- التركيز على تحسين الخدمة الصحية: الخدمات الطبية المقدمة للمريض يجب أن تكن على أعلى مستوى، لأن هذا بدوره يُشعر المريض بالرضا وهذا يعمل على تعزيز العلامة التجارية للمستشفى ويضمن ولاء المرضى القدامى والجدد.
ما هي المخاطر التي قد تؤثر على أرباح المستشفيات؟
هناك بعض المخاطر التي تقف عائقًا كبيرًا أمام تحقيق الأرباح الصافية للمستشفيات ومن أهمها:
- التغييرات المستمرة في سداد التكاليف الخاصة بالموارد الموجودة في المستشفيات.
- ارتفاع الأجور وهذا بسبب ارتفاع التكاليف المعيشية للموظفين.
- الحاجة الملحة للحفاظ على مستوى جودة الرعاية الصحية المقدمة مع وجود عوامل اقتصادية مضادة.
- تفشي الأمراض وزيادة الطلب المبالغ فيه على الخدمات الطبية، والذي يعمل على استنفاذ مخزون الموارد.
- تغير في التشريعات الحكومية الخاص بالقطاع الطبي، مثل اللوائح التشريعية للتأمين الصحي.
- التطورات الطبية، مثل ظهور علاج جديد أو تقنية جراحية جديدة، يُمكن أن يؤدي إلى زيادة المصروفات وتقليل الإيرادات.
ملخص عن طرق زيادة أرباح المستشفيات
طرق تقليل المصاريف وزيادة نسبة الأرباح للمستشفيات من أكثر الإجراءات التي تشغل حيزًا كبيرًا من البحث من قبل أصحاب المستشفيات، وهناك العديد من الطرق التي تساعد في تقليل التكاليف المالية منها التفاوض على أسعار المواد الطبية، كما يمكن زيادة الأرباح السنوية عند الاعتماد على خطط تسويقية حديثة تجذب العديد من المرضى الجدد، أو الإعتماد على التكنولوجيا الحديثة وغيرها من النقاط الهامة والتي سبق شرحها.