تختصر السيرة الذاتية الكثير من الكلام، وتُعبِّر عن مشوار رحلتك المهنية بأفضل طريقةٍ ممكنة، وهي لا غنى عنها اليوم للأطباء كي يُبرِزوا أعمالهم عند تقدُّمهم إلى العمل في المستشفيات أو عند السفر إلى الخارج، لكن السيرة الذاتية لا تُكتَب هكذا عفو خاطر، بل ينبغي أن تتضمّن عناصر أساسية لا تخلو منها أي سيرة ذاتية احترافية، فكيف تحصل على سيرة ذاتية مناسبة لك بصورة احترافية؟
خصائص ومُكوِّنات السيرة الذاتية الاحترافية للأطباء
لا بُدّ أن تحتوي السيرة الذاتية الاحترافية للأطباء على أجزاءٍ أساسية كي تظهر بأفضل صورةٍ ممكنة، إذ للسيرة الذاتية الاحترافية خصائص عديدة، مثل:
1. عدد صفحات السيرة الذاتية
ليس للسيرة الذاتية طول مُحدَّد مطلوب، لكن يُفضَّل أن تبلغ السيرة الذاتية 2 – 3 صفحات من ورق الA4 بحدٍ أقصى، وينبغي أن تحتوي السيرة الذاتية للطبيب على المعلومات الشخصية وبيانات التخرج والدرجة العلمية، بالإضافة إلى أي جمعيات وعضويات ذات صلة بالمجال. وتميل السيرة الذاتية الأكاديمية (إذ قد يكون بعض الأطباء أصحاب عمل أكاديمي) إلى أن تكون أطول؛ بسبب الحاجة إلى تضمين البحوث والمنشورات.
2. المعلومات الشخصية
يشمل ذلك الاسم كاملًا ومؤهلاتك، مثل: حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة، وكذلك توفير تفاصيل الاتصال بما في ذلك:
- العنوان.
- رقم الهاتف.
- عنوان البريد الإلكتروني.
أمَّا التفاصيل الأخرى مثل تاريخ الميلاد والجنسية فهي اختيارية ولا تُحدِث فرقًا كبيرًا في تقدُّمك إلى الوظيفة، ولا بأس من ذكر رقم المجلس الطبي العام أيضًا.
2. الوظيفة الحالية والتاريخ الوظيفي
عمومًا تبدأ كتابة السير الذاتية بأحدث وظيفة لك، ثُمَّ تذكر التسلسل الزمني للوظائف أو المناصب التي شغلتها في حياتك المهنية، وينبغي ذِكر موقع العمل والدرجة والتخصُّص في كل وظيفة، مع تسليط الضوء على أكثر هذه الوظائف أهمية بالنسبة لك، وليست هناك حاجة إلى ذكر كل المناصب التي شغلتها طالما ليس لها صلة بمجال عملك الرئيسي.
وحسب تخصصك، قد يكون مفيدًا ذكر الخبرات والمهارات السريرية؛ لذا يُمكِنك إضافة قسم “المهارات السريرية”، أو أي مهارة ذات صلة بتخصصك، مثل تسليط الضوء على مهارات جراحية ضرورية اكتسبتها عند التقدُّم إلى وظيفة جراحية جديدة.
3. التعليم والمُؤهلات
تبدأ بذكر أحدث المؤهلات أولًا، مثل درجة الماجستير، ثُمّ ذكر بعض المعلومات عن الكُلّية أو المؤسسة التعليمية وسنة التخرّج، بالإضافة إلى التقدير النهائي.
4. المِنح والجوائز
تُكتَب كذلك بصورةٍ زمنية بدءًا من الأحدث، ثُمّ تسلسلًا إلى أن تصل إلى الأقدم، ولا تنس تسليط الضوء على أكثر المنح صلة بمجال عملك، أو التي تتعلّق بالمنصب الذي تتقدَّم إليه.
5. الخبرة التطوعية
هو قِسم جيد لإضافة أي خبرة مكتسبة طبيًا من ناحية تدريبية أو تطوعية في بعض المستشفيات أو في العمل مع بعض الأطباء، وكذلك الخبرات غير الطبية وأي عمل تطوعي مفيد، فمن الضروري تسليط الضوء على ما اكتسبته من الخبرات التطوعية.
6. الدورات والمقابلات والمؤتمرات
يُفضَّل أن تُنشِئ قائمة مستقلة بجميع الدورات والاجتماعات والمؤتمرات التي حضرتها، ثُمَّ تُضِيف أهمها إلى سيرتك الذاتية أثناء تصميمها، لكن قد يملأ بعض الأطباء ذلك القسم بقائمة طويلة من التواريخ، وهذا غير مناسب لقراءة السيرة الذاتية؛ لذا يُفضَّل تجميع الدورات والاجتماعات والمؤتمرات معًا في جملة واحدة موجزة قدر الإمكان، أو تسليط الضوء على أهمّها فقط.
7. البحث العلمي
قد يختلف طول هذه الفقرة حسب تخصصك الأكاديمي، ويُفضَّل إضافة المنشورات البحثية كما تظهر في المجلة، مع أسماء جميع المُؤلّفين المعنيين، وإبراز اسمك بالخط العريض إذا كثُرت أسماء المؤلفين، ولا تنس إضافة عنوان الإدخال للمنشور البحثي، والمجلة المنشور بها، وسنة النشر، والصفحات ومُعرِّف pubmed.
8. الخبرة في التدريس
إن وُجِدت فلم لا تُظهرها وحدها في السيرة الذاتية؟ فهي من المهارات الضرورية للأطباء؛ لذا أضِف أي تجربة تعليمية خُضتها، سواء كانت رسمية أو غير رسمية، وما اكتسبته من هذه التجربة، وما أضفته للمُتعلِّمين.
9. مهارات تكنولوجيا المعلومات
تتطلَّب العديد من أماكن العمل الآن مهارات تقنية مُختصة؛ لذلك يُفضَّل أن يتمتّع الطبيب بعض هذه المهارات، وأن يعرضها جيدًا في سيرته الذاتية، مثل حزم برامج مايكروسوفت، أو حزم الإحصاء وقواعد البيانات للبحث.
10. الاهتمامات الشخصية
حسنًا أنتَ لستَ طبيبًا فحسب، وبالتأكيد لديك أنشطة فريدة خارج نطاق العمل الطبي، وهذا القسم مُخصص لها إن رغبت في ذكرها، ويُفضَّل توضيح سبب قيامك بهذا النشاط وما اكتسبته منه، وكيف حسّن من قدرتك على العمل الطبي، لكن لا تختلق أي معلومات في هذا القسم فقد تُسأل عنها في مقابلة العمل.
نماذج PDF لسيرة ذاتية CV لطبيب
- النموذج الأول First CV Sample (تنزيل مجانًا)
- النموذج الثاني Second CV Sample (تنزيل مجانًا)
- النموذج الثالث Third CV Sample (تنزيل مجانًا)
نصائح لكتابة سيرة ذاتية احترافية للأطباء
فيما يلي أهم النصائح لكتابة سيرة ذاتية احترافية للأطباء، وما يجب التركيز عليه وتوضيحه في السيرة الذاتية كي تبدو بمظهرٍ مثالي:
1. الاهتمام بأساسيات السيرة الذاتية
يتوقّع مُعظم القائمين بالتوظيف ومُديروا الأقسام أن تحتوي السيرة الذاتية على العناصر الآتية بصفة رئيسية:
- الاسم كاملًا، والعنوان الحالي، ورقم الهاتف وعنوان البريد الإلكتروني.
- اسم كُلّية الطب وموقعها ودرجة التخرّج وسنة الانتهاء.
- أي تدريب داخلي أو إقامات أو زمالات (تشمل مجالات التخصص والمرافق وسنوات إنجاز ذلك).
- المعلومات المتعلقة بالدرجات الجامعية، مثل مجالات الدراسة الأساسية والمُتوسّط التراكمي.
- الخبرة المهنية والوظائف مُدرجة بترتيب زمني بدءًا من الأحدث وصولًا إلى الأقدم.
- الأنشطة وعضويات المجالس والأوسمة والجوائز.
- البحوث والورقات المنشورة (قد تكون اختيارية حسب موقعك الوظيفي).
- من الشائع تضمين المراجع المهنية للمقيمين وأصحاب الزمالات في نهاية السيرة الذاتية.
2. توضيح أي فجوات زمنية في السيرة الذاتية
قالت ماكسين جريجز، كبيرة مستشاري البحث في فريق التخصصات المتنوعة في “AMN Healthcare”: “إنَّ أرباب العمل الذين أعمل معهم يُرِيدون رؤية خبرات عمل واضحة ومحددة للغاية، بما في ذلك تواريخ التوظيف والجهات التي عمل معها المُتقدِّم للوظيفة، فهذا مهم للغاية”.
لذا إن اشتملت السيرة الذاتية على ثغرات أو فجوات زمنية (فترات دون عمل)، فيُفضَّل الإشارة إلى سبب هذه الثغرات، فرُبَّما كان الشخص مسافرًا لعملٍ تطوعي طبي، أو ثمّة ظروف عائلية، مثل إجازة الأمومة، فذِكر ذلك أفضل من ترك السيرة الذاتية غير مُكتملة.
3. الاهتمام بالتفاصيل
يميل كثيرٌ من الأطباء إلى عدم إدراج التواريخ، لكن من المهم ذكر الشهر والسنة خاصةً مع التدريب، وهذه من التفاصيل التي قد تفوت على بعض الأطباء، وكذلك ينبغي الاهتمام بالسيرة الذاتية من ناحية خلوها من الأخطاء المطبعية وتجنُّب الأخطاء الإملائية، فهذا قد يترك انطباعًا سيئًا. ومن المهم أيضًا ذِكر شهادات المجلس “البورد”، ومتى اجتاز الطبيب اختبارها، وما إذا أُعِيدت مُصادقتها، ففي أي عامٍ كان ذلك.
4. الوضوح مع الإيجاز
قد تضيع كثير من التفاصيل المُتعلِّقة بالمسؤوليات الوظيفية عند مُراجعة السيرة الذاتية؛ لذلك احرص على تضمين المعلومات المهمة وبشكلٍ موجز، وربّما تود تسليط الضوء على خبرتك في كل مكانٍ عملتَ فيه، لكن قدِّم فقط التفاصيل الكافية في السيرة الذاتية بأسلوبٍ واضح
5. حدِّد ما يجب تسليط الضوء عليه
بالتأكيد تمتلك بعض نقاط القوة في سيرتك الذاتية، والتي تتفوّق فيها على غيرك من أقرانك، فبعض العوامل البارزة في تعليمك وخبرتك قد تهمّ أصحاب العمل؛ لذا تأكّد من إبرازها بصورةٍ قوية في السيرة الذاتية.
مثلًا إذا كُنتَ تتحدَّث لغة إضافية، فقد يكون ذلك مهمًا عند التقديم للعمل في مستشفى بمنطقةٍ سياحية، وكذلك قد يكون لبعض الأطباء أدوار إدارية، يُفضَّل إدراجها أيضًا وذكرها إلى جانب المهارات السريرية.
في بعض الأحيان، قد تحتاج إلى إنشاء نسختين أو أكثر من السيرة الذاتية اعتمادًا على الوظيفة التي تترشّح لها، فمثلًا إن كُنت تمتلك خبراتٍ إكلينيكية “العمل مع المرضى” كبيرة، تود إبرازها بصورةٍ أفضل، سوف تُنشِئ سيرة ذاتية تفصيلية عن هذا. وإن كانت لديك مهارات إدارية أو شغلت مناصب إدارية عديدة، فقد تُنشِئ لها سيرة ذاتية مُخصَّصة للتقدُّم إلى الوظائف الإدارية الطبية، وهذا التنوّع يُناسِب ذوي المهارات المُتعدِّدة بكل تأكيد.
6. البساطة في تصميم السيرة الذاتية
يُفضَّل أن تبقى السيرة الذاتية بالأبيض والأسود دون ألوانٍ مبالغ فيها أو تصميمات غير تقليدية، وهناك الكثير من القوالب التي يمكنك استخدامها، وكُلّما كانت أوضح، كان ذلك أفضل. يُفضَّل تجنُّب أي تصميم يجعل مظهر السيرة الذاتية مُعقَّدًا لمن يقرؤه، خاصةً إذا صعَّب قراءة المعلومات الذاتية.
كذلك لا يحب أحد قراءة المعلومات المزدحمة بجوار بعضها البعض؛ لذا أعطِ مساحة مناسبة بين الكلام وبين السطور؛ كي يتمكّن صاحب العمل من قراءة السيرة الذاتية بأريحية، ويُفضَّل أن تكون السيرة الذاتية مُقسّمة إلى أقسام “الوظيفة الحالية، التعليم والمؤهلات،..إلخ” مع عناوين واضحة للتعليم والخبرة العملية والمهارات وما إلى ذلك.
7. التدقيق والمراجعة
ليس جيدًا أن تكون طبيبًا مرموقًا، وأن تكون هناك أخطاء إملائية أو نحوية في سيرتك الذاتية، وقبل أن تنتهي من وضع لمساتك الأخيرة عليها، اطبعها وخذ الوقت الكافي لقراءتها عِدّة مرات، وتحقّق من الأخطاء المطبعية والإملائية الموجودة. يُمكِنك كذلك أن تطلب من شخصٍ تثق به مراجعة سيرتك الذاتية، وتوجيهك إلى أفضل صيغة نهائية للسيرة الذاتية، تُقدِّمها لمن يطَّلع عليها من أصحاب العمل.
أهمية السيرة الذاتية للأطباء
لا بُدّ لكل طبيبٍ حتى في بداية مشواره المهني أن يكتب سيرة ذاتية تُبرِز خبراته ومهاراته بصورةٍ احترافية، فبعض المعلومات أساسية في كل سيرة ذاتية، مثل المعلومات الشخصية والخبرات والمؤهلات، كما ينبغي الاهتمام بإيضاح خبرات الطبيب دون تطويلٍ ممل بل بإيجاز غير مُخل، وينبغي كذلك أن تكون السيرة الذاتية مُريحة للعين عند قراءتها، بألّا يكون الكلام مُزدحمًا أو أن تكون ذات ألوان غير مريحة للعين، وختامًا لا تغفل عن تدقيق الأخطاء المطبعية في السيرة الذاتية قبل الانتهاء منها.