للاستثمار فوائد عديدة، خاصةً للأطباء، فهو يُساعِد في التغلُّب على تكاليف المعيشة المرتفعة وبناء الثروة في نفس الوقت، إضافةً إلى بدء التخطيط لمصدر الدخل حال بلوغ سن التقاعد، لكن في نفس الوقت يحمل الاستثمار مخاطر أن يخسر الطبيب ماله، أو لا يجني العوائد المُتوقّعة من ورائه، فكيف يُنمِّي الطبيب استثماره؟ وماذا يفعل إذا هدّد التضخم استثماره؟
مخاطر الاستثمار للأطباء
قد يحتاج الأطباء إلى مستشار مالي لفهم أنواع الاستثمارات التي يستطيع القيام بها، لأنَّ الاستثمارات لها مخاطرها، خاصةً إذا كانت موجات التضخُّم تجتاح الأسواق بين الحين والآخر، وكُلّ استثمار له مخاطره المخصوصة، ومن أبرز مخاطر الاستثمارات عمومًا:
- فشل المستثمرين في تنويع استثماراتهم من خلال التركيز على الاستثمار في نوعٍ واحد من القطاعات، ما قد يُؤدِّي إلى إخفاق الاستثمار إن كسد ذلك القطاع.
- قد تتخلَّف مصادر الائتمان عن السداد بسبب الصعوبات المالية.
- قد تنخفض القوة الشرائية مع التضخّم؛ لأنَّ عوائد الاستثمار غير كافية لمواكبة مُعدَّل التضخُّم.
- غياب أفق الاستثمار أو صعوبة الوصول للأهداف الاستثمارية، وهذا قد يحدث مع الانسحاب من السوق قبل بلوغ أقصى عائد من الاستثمار بسبب ظروفٍ غير متوقعة.
نصائح لزيادة فرصة نجاح الاستثمارات للأطباء
قبل البدء باستثمارك، لا بُدّ من تحديد الأهداف المالية، ومدى القدرة على تحمُّل المخاطر، وكذلك الأبواب المفتوحة أمامك للاستثمار فيها، وتفصيل ذلك فيما يلي:
1. تحديد الأهداف المالية
قبل أن تبدأ الاستثمار، ينبغي أن تُحدِّد أهدافك المالية أولًا، وقد يكون لديك أهداف طويلة الأمد وقصيرة الأمد في آنٍ واحد؛ لذا فالبداية بسؤال نفسك عن العائد من الاستثمار: هل هو تقاعد مريح أو مبكر؟ هل لأجل زيادة السيولة المالية عبر الدخل السلبي “passive income”؟ هل هو سداد ديون كلية الطب أم مصاريف عائلية أم غير ذلك؟
إذا لم تكن قادرًا على تحديد أهدافك المالية بدقة، فقد يُساعِدك البدء بميزانية. فقط ابدأ برصد الدخل الذي تجلبه وظيفتك ذات الدوام الكامل، وقارنه بالمبلغ المفقود في النفقات فإذا كانت هناك أي فرصة لتخصيص جزء من الأموال في الاستثمارات، فلم لا تُقدِم على ذلك؟
لكن ينبغي أن تتأكَّد أنَّك قد جمعت مالًا كافيًا لمدة 6 أشهر على الأقل لنفقاتك الثابتة ووضعه في صندوق طواريء أو حساب خاص لا تتعامل عليه؛ للتعامل مع الأمور الطارئة قبل الانخراط في الاستثمار.
وتكمن أهمية وضع الأهداف المالية في الحسبان قبل الاستثمار، أنَّ الغرض ليس مجرد العوائد المالية، بل إنَّ البقاء في السوق الاستثماري هو الهدف، ولذلك يُنصَح بوضع صندوق طوارئ؛ لتغطية نفقاتك إن تعثّرت أو واجهت ظروفًا غير مُتوقَّعة.
كذلك ينبغي سداد الديون قبل الانخراط في الاستثمار؛ لأنَّه لا توجد استراتيجية استثمارية ستُعوِّض الفوائد المُستحقَّة على الديون غير المُسدَّدة.
2. تحديد درجة تحمُّل المخاطر
الاستثمارات ليست مُؤمَّنة كالودائع التي تضعها في الحسابات البنكية، ومِنْ ثَمّ فقد تخسر بعض أو كل الأموال التي تستثمرها، والحقيقة أنَّ كل الاستثمارات لها درجة خطورة، لكنّها لا تستوي بين كل استثمار وآخر.
والأوراق المالية، مثل الأسهم والسندات والصناديق المشتركة هي استثمارات ذات مخاطر عالية، وبشكل عام كُلَّما زادت مخاطر الاستثمار، زاد العائد المُتوقَّع من ورائه، مع وجود درجة الخطورة. يمكن تقييم المخاطر من خلال سلسلة من الأسئلة متعددة الاختيارات تطرحها على نفسك، مثل:
هل حماية محفظتي أهم بالنسبة لي من العوائد العالية؟
- أجِب بالموافقة التامة أو الرفض الشديد.
مع وضع إجابتك أعلاه في الحسبان، ما العبارة الأكثر منطقية بالنسبة لك فيما يأتي؟
- أنا على استعداد لتحمُّل عواقب الخسارة لزيادة العائدات.
- أنا قلق بشأن الخسائر إلى جانب العائدات.
- تجنُّب الخسائر تمامًا مهم بالنسبة لي.
أي من الجمل الآتية تصف فلسفتك الاستثمارية بصورة أفضل؟
- أشعر بالراحة مع الاستثمارات المستقرة.
- أرحب بتحمُّل بعض التقلّبات في استثماري.
- أنا أسعى للحصول على عوائد استثمارية ملموسة.
- أنا أسعى للحصول على عوائد استثمارية عالية.
ماذا تتوقع أن تكون نفقاتك الرئيسية التالية؟
- شراء منزل.
- دفع رسوم جامعية لأبنائي.
- بدء مشروع تجاري جديد.
- التوفير لأجل التقاعد.
خلال السنوات القليلة المقبلة، تتوقع للعائد السنوي أن:
- يبقى كما هو.
- يزداد بصورة معتدلة.
- ينمو بصورة كبيرة.
- يقل بصورة معتدلة.
- يقل بصورة كبيرة.
إجابتك عن هذه الأسئلة هي ما سيُساعِدك على القيام باستثمار يتماشى مع قدرتك على تحمُّل المخاطر. ويرصد مستشارك المالي هذه الإجابات ثم يحدد على أساسها مدى قدرتك على تحمل المخاطر ونوع الاستثمارات الأكثر ملائمة لك.
3. وضع الإطار الزمني لعائد الاستثمار (ROI Timeframe)
الهدف من الاستثمار هو تحصيل عائد، لكن لا تُوفِّر كل الاستثمارات عائدًا بنفس المُعدَّل، بل ينبغي أن تُقيِّم العائد المتوقع قبل الاستثمار، وأن تُحدِّد الفترة الزمنية التي تتوقَّع فيها بلوغ ذلك العائد، وهذا يُعرَف بأفق الاستثمار (Investment horizon).
عمومًا، تتراوح الاستثمارات قصيرة الأجل بين 1 – 3 سنوات، وتتراوح الاستثمارات متوسطة الأجل بين 3 – 7 سنوات، وتتراوح الاستثمارات طويلة الأجل بين 10 – 30 سنة.
4. الاستراتيجية الضريبية
ليس الاستثمار وسيلة لتنمية الأموال وزيادة الأرباح فقط، بل هو أيضًا سبيل إلى الحد من ضريبة الدخل؛ لذا يُنصَح بالاجتماع مع مستشار مالي جدير بالثقة قبل الاستثمار؛ للتأكُّد من أنَّك تستثمر بطريقة مفيدة للضرائب، فهو سيُقدِّم أفضل الخصومات الضريبية المتاحة لك.
كيف يُؤثِّر التضخم على أموالك؟
التضخم هو الزيادة التدريجية في أسعار السلع والخدمات، ويُقاس عبر حساب النسبة المئوية للتغيُّر في مؤشر الأسعار على مدى فترة زمنية، عادةً تكون خلال الأشهر ال12 السابقة.
ومع زيادة التضخم، يُعانِي المستهلكون وأصحاب الشركات، فقد يُؤدِّي ارتفاع الأسعار إلى انخفاض القوة الشرائية للمستهلكين، أمَّا الشركات، فقد تزداد الأعباء المالية عليها، وتنخفض الأرباح، وكذلك الاستثمار.
كيف تحمي استثماراتك من التضخُّم؟
كُلّما زاد التضخم، وجدت دخلك لا يُحقِّق الفائدة المأمولة منه رغم الزيادة الحقيقية له؛ لأنَّ القوة الشرائية تنخفض، لكن يمكنك البحث عن استثمارات بديلة لا تتأثَّر كثيرًا بالتضخم، مثل:
- السلع الأساسية: هي المواد الخام المُستخدَمة في صناعة السلع الأساسية، وتشمل المنتجات الزراعية والمعادن والنفط الخام والغاز الطبيعي.
- العقارات: يُفضِّل كثير من المستثمرين الاستثمار في العقارات للاستفادة من الطلب على الإسكان والتغلُّب على التضخّم.
- الذهب والمعادن النفيسة: يقلق بعض الناس بشأن تراجُع قيمة العملة المحلية، ومِنْ ثَمَّ يتجهون إلى شراء الذهب أو المعادن الثمينة، التي يكون سعرها مستقلًا عن فئات الأصول الأخرى.
من المهم مع زيادة التضخُّم مراجعة الدخل المالي، ومعرفة ما إذا كان يمكن تحسينه أم لا، وبإمكانك الاستثمار في العقارات أو الذهب إلى أن يزول التضخم.
أهمية تنويع الاستثمار
يُوفِّر تنويع الاستثمارات العديد من الفوائد، بوسعها التخفيف من مخاطر الاستثمار، وتعزيز العوائد طويلة الأمد، ومن أهم مزايا ذلك التنويع:
1. تقليل المخاطر
مع توزيع الاستثمارات عبر فئات الأصول المختلفة، والصناعات المتنوعة، والمناطق الجغرافية، فإنَّك تُقلِّل من مخاطر الاستثمار الإجمالية؛ لأنَّه إذا طرأ أمر غير متوقع أو فشل الاستثمار في أحد الأسواق، فلن تخش من الخسارة، فما زالت بقية الاستثمارات ثابتة، بل يمكنها تعويض الخسائر، وتحقيق عائد ثابت رغم التقلُّبات.
2. تحقيق عوائد أعلى
تُعانِي بعض الاستثمارات تقلّبات أو أداء سلبي من وقت لآخر، بينما يُحقِّق البعض عوائد إيجابية، والتنويع في الاستثمار يزيد فرص جني المكاسب المالية من مختلف القطاعات التي تنمو بمرور الوقت وتزداد عوائدها، بدلًا من الاستثمار في مشروعٍ واحدٍ قد تتقلّب به الظروف أو يُحقِّق أداءً سلبيًا.
3. رحلة استثمار أكثر سلاسة
إذا تعرَّض أحد الاستثمارات للخسائر، فإنّ المكاسب من الاستثمارات الأخرى تُعوِّضه، ما يخلق توازنًا في عملية الاستثمار، ويُقلِّل من التقلبات الإجمالية لمحفظتك، بل ويساعدك على التركيز على أهدافك طويلة الأجل دون أن تتأثَّر بتقلُّبات السوق قصيرة الأجل.
4. العثور على مزيدٍ من الفرص
بتوسيع نطاق استثماراتك، يمكنك الوصول إلى قطاعات مختلفة، وهو وضع يُشبِه الجلوس على مقعد في الصف الأمامي لمشاهدة التطورات التكنولوجية والاقتصادية، والقطاعات الناشئة الصاعدة بسرعة الصاروخ، وهذا يساعدك بالطبع في الاستثمار في مزيدٍ من الفرص ذات العوائد الجيدة، وذلك مثل الاستثمار في الأجهزة الصحية القابلة للارتداء لتعزيز رعاية المرضى.
ملخص عن استراتيجيات الاستثمار للأطباء
يُساعِد الاستثمار الأطباء في تحقيق مزيدٍ من الدخل المالي، وتغطية النفقات التي قد يحتاجون إليها بعد التقاعد من العمل، لكن يحمل الاستثمار مخاطر أيضًا، مثل التضخم الذي يخفض القوة الشرائية، وقد لا توازيه العوائد من الاستثمار، ما يجعل هناك حاجة للتعاون مع مستشار مالي أو معرفة المخاطر قبل بدء الاستثمار.
إخلاء مسؤولية:
أبر مدك شركة تسويق وتكنولوجيا متخصصة لقطاع الصحة، لا نعمل في إدارة الاستثمارات ولا نقدم نصائح استثمارية يمكنك الاعتماد عليها، الاستثمار دائمًا ينطوي على مخاطر وأنت وحدك تتحمل مسؤولية قراراتك الاستثمارية.